نور الدين مدني
ساعي البريد والعدالة المستحقة
* كان ساعي البريد حمامة سلام واتصال ومحبة وهو يوصل الرسائل البريدية من الاهل والاصدقاء والاحباب لاعزائهم واقربائهم واحبابهم في مواقع العمل وفي صناديق البريد وان لم ننعم بخدمة ايصال الرسائل إلى مواقع السكن ولكنها عندما تصل نحتفي بها لانها تحمل إلينا رائحة الأهل والاصدقاء والاحباب.
* مازال العالم يهتم بالرسائل البريدية ويحتفي بها، ويحرص على ايصالها لاصحابها في مواقع عملهم ومناطق سكنهم ومازلنا نحرص على تجديد اشتراكنا في صناديق البريد الخاصة بنا رغم انقطاع الرسائل البريدية الخاصة ولكنها تحمل إلينا بعض الدوريات والصحف والمجلات.
* نقول هذا بمناسبة اعتصام عمال البريد والبرق احتجاحا على قرار اللجنة الفنية لخصخصة مرافق القطاع العام التي قررت الغاء وظائف عمال البريد والبرق الذين كانوا أول ضحايا الخصخصة عندما قامت على انقاض مؤسستهم السابقة الهيئة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية شركات الاتصالات التي تزداد أرباحها وتتوسع منشآتها وخدماتها.
* لا نقول ذلك للمقارنة غير المجدية، ولكننا نُذكر من أجل انصاف هؤلاء العاملين الذين كان من الممكن تدريبهم مهنيا وتقنيا والحاقهم بعجلة الاتصالات الحديثة، ولا اقل من الاستجابة لمطالبهم التي اشارت اليها النقابة في حيثيات قرارها باعتصام العاملين وتجميد عضويتها بلجنة صرف الحقوق.
* اننا لا نعلم ملابسات هذا القرار ولا الجهة التي اصدرته ولكننا نرى ان مثل هذه القرارات التي تمس حياة العاملين واسرهم بالطبع ينبغي ان تصدر بعد دراسة شاملة وبعد ان يمر عبر كل القنوات التنفيذية وان يستكمل كل الاجراءات الادارية والمالية التي تضمن حقوق العاملين.
* نحن هنا لا نحرض على اعتصام العاملين بالبريد والبرق فهذا قرارهم ولكننا احرص على حقوقهم وحقوق اسرهم خاصة في هذه الظروف الاصعب التي ليس من العدل تحميل العاملين واسرهم فاتورة ازمة ليسوا سببا فيها ونرى ان الاستجابة لمطالب هؤلاء العاملين هو الحد الادنى من العدالة التي تحميهم من مثل هذه القرارات الجائرة.
* ان تعاطفنا مع عمال البريد والبرق ليس موقفا عاطفيا مجردا وانما هو انحياز واجب تجاه مطالبهم التي لن تغطي كارثة الغاء وظائفهم وانما هي فقط تتيح لهم مساحة مستحقة لبدء حياة جديدة ونرى ايضا اعطاء من لديهم امكانية مواصلة العطاء فرصة للتدريب واللحاق بعجلة التقنية الحديثة بدلا من الغاء وظائفهم بهذه الطريقة الظالمة، خاصة وان مطالبهم وحقوقهم لم تحسم بعد.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1179- 2009-2-23