تحقيقات وتقارير

عوامل تربوية تقود الأطفال للقتل والحرق والإعاقة المستديمة

[JUSTIFY]تعددت الأساليب الإجرامية والعنف المميت واختلف باختلاف الفئات العمرية إلى أن تفاقمت الظاهرة وسط الطلاب بصورة عامة والأطفال منهم بشكل خاص ، حتى أصبح واحداً من مهددات المجتمع، التي تحتاج إلى توجيه الأنظار التربوية والأمنية نحوها لفرض معالجات جذرية، وترجع تلك الظاهرة بحسب المختصين إلى التفكك الأسري وفوضى المجتمع التي لها دور عظيم في تربية وتنشئة الأجيال، الأمر الذي يحتم بسط المزيد من الرقابة ونشر التوعية وسط الطلاب وداخل الأسر ليتعافى المجتمع من مثل تلك القضايا الدخيلة عليه.
ونجد أن الغزو الفضائي أثر بصورة فعالة على سلوكيات الأطفال وأصبح أغلبهم يتعلمون السلوكيات السلبية دون الإيجابية من النماذج والصور التي يشاهدونها كل يوم.
إلى جانب ما يشاهده الطفل يومياً من نماذجَ في الصور المتحركة، والمسلسلات التلفزيونية، التي تتصف بالعنف والعدوانية.

وقفة قضائية
كشفت مصادرعدلية لـ«الإنتباهة» أن معظم الأطفال الذين يتعرضون لأعمال العنف يتعرضون لعقد نفسية حادة، مما يخلق لديهم ردود فعل عكسية، وتولد في نفوسهم حب الجريمة وارتكابها.
لذلك يقدم بعضهم على ارتكابها برغم صغر سنهم، ونجد أن بعض المجرمين ممن تجاوزوا سن الطفولة يقدمون على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف في طفولتهم، ويكون الهدف أو الغاية هو التخلص والانتقام لذواتهم، ويظهر العنف النفسي ضد الأطفال جلياً في اختلال نمو شخصية الطفل، وسلوكه اليومي، وقال إن الإساءة العاطفية تؤدي إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية.

أسباب نفسية
أرجع اختصاصيون نفسيون العنف الطلابي خاصة الأطفال منهم إلى شعور بعضهم بالغيرة من نجاح أحدهم، لتبدو عليه تصرفات عدوانية نحوه تظهر على شكل مشاجرة، أو تشهير، أو إلقاء الشتائم وعرفوا مرحلة الطفولة بأنها المرحلة المبكرة في دورة حياة الإنسان التي يعتمد سلوكه فيها على الآخرين المحيطين به، ويكون الطفل في هذه المرحلة هو المستقبل لعمليات التفاعل الإجتماعي من حوله، والتي يكتسب فيها القيم والمبادئ والعادات والتقاليد وأساليب التفكير وأنماط السلوك لتؤثر في شخصيته واستيعابه للواجبات والالتزامات بتوقع أدواره في المستقبل.

نماذج عنيفة
من أبشع الجرائم التي حدثت أخيراً هي أن ارتكب نجل وزير الدولة بالداخلية السابق القيادي بالحركة الشعبية عباس جمعة عملية اعتداء بشعة ضد زميله الطالب عندما شرع في اغتيال زميله إبراهيم سيد أحمد »18 عاماً« حرقاً بالنار بسكب عبوة بنزين عليه وإشعال النار فيه أثناء تناول الطالب المجني عليه طعامه في فسحة الإفطار بمدرسة الأستاذ الثانوية الخاصة بالدمازين بولاية النيل الأزرق، وتعود حيثيات الحادثة إلى أن المجني عليه حال دون اعتداء نجل القيادي على طالب آخر بالصف الأول. الأمر الذي أدى لاعتداء الجاني عليه.

وبدورها قامت السلطات المختصة باحتجاز المتهم وفتح بلاغ في مواجهته بالشروع في القتل، بينما تمت إحالة الضحية لتلقى العلاج وهو في حالة متأخرة بحسب الأطباء الذين أكدوا أنه مصاب بحروق من الدرجة الثالثة شملت كامل جسده. وفي حادثة أخرى لقي طالب بالمرحلة الثانوية زميله طعناً بالسكين داخل منزل أسرته بقرية دوبا غرب مدينة سنار إثر خلافات وقعت بينهما بالمدرسة، وأبلغت مصادر أن الحادث وقع عندما حمل الطالب المتهم سكيناً وتوجه صوب منزل المجني عليه.
وعندما وجده في فناء منزل أسرته سدد له طعنة بمدية كان يخبئها بين طيات ملابسه، وسط دهشة أسرة المجني عليه التي حاولت إسعافه لتلقي العلاج إلا أنه لفظ أنفاسه متأثراً بالطعن ليتم تحويل الجثة للمشرحة لمعرفة أسباب الوفاة، وألقت الشرطة القبض على الطالب بتهمة قتل زميله عمداً. كما وقعت مشاجرة بين طفلين بمرحلة الأساس داخل مركبة الترحيل وتوعد كل منهما للآخر، وعندما نزل الطفل المتهم أمام منزله نزل معه المجني عليه لإتمام المشاجرة التي انتهت بأن دخل المتهم الصغير منزله ليخرج سكيناً سدد بها عدة طعنات للمجني عليه الذي سقط ضحية النقاش وعندما حاول الحاضرون إسعافه ونقله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة.

تقرير: نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]