صراع الجبابرة في الميزان
الخبر الذي أوردته الزميلة (المجهر السياسي) في صدر صفحتها الأولى بالأمس، نفى وجود توتر في علاقات طه – نافع كما أثير في بعض الوسائط الاجتماعية والمواعين الإعلامية.
هذا عن (طه – نافع)، ففي المقابل هناك خلافات بين أقطاب الوطني وجدت طريقها للصحف، وانتهت بحسم وصرامة لافتين.
صراع خرطومي نشب صراع قوي في العام 2006 داخل ولاية الخرطوم، وتحديداً بين واليها د. عبد الحليم المتعافي، ومعتمدها مبارك الكودة. إذ قرر والي الخرطوم أنه لا مكان للكودة في صفوف حكومته وحرر صكاً بإقالته أثناء ترحل المعتمد إلى ماليزيا لأغراض العلاج، أما الذريعة فكانت وجود اختلالات في أداء المعتمد.الكودة عاد من فوره، وفتح نيرانه على المتعافي، واتهمه بمحاولة إرساء عطاء موقف “السكة حديد” الحالي لشركة “كركر”. وكان أن قرر إقامة مؤتمر صحفي لوضع مزيد من التوضيحات أو قل الحطب على النار. بيد أن ذلك المؤتمر ما قام أبداً، وقيل إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم حال دون قيامه، لحفظ ماء وجهه التي أريقت بأكثر مما جرى.
وتبقى المقولة الأبرز في صراعات الخرطوميين، ما قاله الكودة: (إنه يميل إلى الشعب السودانى وليس إلى المؤتمر الوطنى).
معركة 1250 ميقاوط
(معركة السدود)، هكذا كنى الناس المعركة التي دارت رحاها في العام 2009 بين وزير السدود يومها أسامة عبد الله، ومدير الإدارة العامة للكهرباء مكاوي محمد عوض.
المعركة انتهت بقرار جمهوري أعفي بموجبه مكاوي من منصبه فيما استمر رجل السدود القوي، أسامة.
وكان خلاف حاد نشب بين الرجلين بسبب قطوعات في التيار الكهربائي. مكاوي قال إن مهمة وحدة تنفيذ السدود تنتهي بإنتاج كهرباء مروي البالغ 1250 ميقاواط، بينما قالت السدود إن الهيئة عاجزة عن استغلال 42% من المنتج من كهرباء السد.
العبارة التي التصقت في الأذهان بعد تلك المعركة قال بها مكاوي، وتحمل على الظن بأن أسامة استفاد من دعم قيادات في الدولة، أما العبارة فكانت: (الصلاحيات المطلقة هزمت الصلاحيات المقيدة).
صراع الجبابرة أكثر الصراعات التي سلطت عليها الأضواء، وكتبت فيها الأقلام، كان صراع د. نافع علي نافع مع صلاح عبد الله (قوش).الرجلان اللذان سبق لهما تقلد منصب المدير داخل جهاز الأمن، دخلا في صراع جبابرة حول مسألة قيادة مستشارية الأمن التي تسنمها قوش حواراً مع القوى السياسية.
د. نافع قلل من الحوار الذي تقوده المستشارية لكونه يتم بعيداً من المؤتمر الوطني، بينما أصر قوش على نيل المباركة من قيادة الدولة والجهات المعنية.
كلاهما، الصراع والحوار انتهيا بإعفاء قوش من منصبه، وذلك بعدما خلف كلمة قوية مفادها (لا يحق لأي شخص أياً كان التدخل في عمله طالما تم بتكليف من الرئيس عمر حسن أحمد البشير، وأن كلام نافع شيء يخصه).
صراع المال
(الموت القادم من الشرق)، بهذا الشعار قاد والي القضارف في العام 2012م كرم الله عباس الشيخ، حملة شرسة ضد الحكومة المركزية التي يقودها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ممثلة في شخص وزير المالية، علي محمود عبد الرسول.
كرم الله قال إن محمود يتعمد إمساك الأموال الخاصة بالقضارف في خزائن الخرطوم، حارماً الولاية من حقها في المال العام. وحين بلغ اليأس بكرم الله مبلغه، حلّ حكومته، وأنشأ لجاناً مجتمعية لتسيير الأوضاع في الولاية المتاخمة لأثيوبيا.
وفيما يبدو أنه كبح لجماح باقي الولاة عن السير على درب كرم الله، وتحت ضغوط المركز تقدم الوالي المثير الجدل باستقالته بينما استمر الوزير الاتحادي في منصبه مقراً حزمة إصلاحات قاسية على المواطن.
تلخيص هذه المعركة قاله كرم الله بأنه (آن الأوان لوزير المالية أن يترجل) فعلياً لم يحدث ذلك، إذ ترجل صاحب المقولة نفسه.
قصة مؤتمر لم يكن تقديم المؤتمر الوطني الحاكم لرئيسه ورئيس الجمهورية عمر البشير لولاية رئاسية جديدة مثار مفاجأة بقدر ما كانت الأخبار القائلة بوجود خلافات مكتومة بين نائبه الأول سابقاً علي عثمان محمد طه، ومساعده د. نافع علي نافع.فادعت مراصد إعلامية أن نافعاً يقود تيار ممانعة لترشيح الرئيس لدورة جديدة، أمر نفاه نافع بنفسه بالتأكيد على أنه كان من داعمي استمرار البشير، ورفضه طه الذي قيل إنه قطع الطريق بوجه من حدثته نفسه بطرح أسماء جديدة لخوض الانتخابات، عبر خطبة ارتجالية قوية ذهب الناس إلى أنها قادت الجميع للالتفاف حول البشير.
لاحقاً؛ دحض المؤتمر الوطني كل تلك الأقاويل، وأكد على أنه حزب متماسك، وعليه نختم بعبارة نائب الرئيس، ورئيس القطاع الاقتصادي للزميلة “المجهر السياسي” استنادًا على نتائج تقصٍ حول ما دار في المؤتمر، ونصها: (كقيادة سياسية وتنفيذية للدولة والحزب تقصوا عن الأخبار المتداولة بوجود تكتلات وسط الحزب ولم يجدوا لذلك أثرًا).
مقداد خالد
صحيفة الصيحة
ت.أ