نور الدين مدني

لغات الحب.. وما هو معلوم بالفطرة


[JUSTIFY]
لغات الحب.. وما هو معلوم بالفطرة

* أثار كلام الناس السبت الماضي بعنوان “سطوة المشاعر الالكترونية” ردود فعل في الداخل ومن الخارج، من بين ردود الفعل وصلتني رسالة من صديقي عباس محمد سعيد جد أحفادي في استراليا.
* قال عباس في رسالته: توقفت عند اندهاش الزوج من رد فعل زوجته التي حاول أن يعبر لها عن بعض المشاعر تجاهها، وكيف أنها صدمته بقولها: مالك يا راجل.. إنت جنيت ولا شنو؟!!
* أورد عباس في رسالته موجهات عامة في كيفية التعبير عن الحب – يبدو أن المشكلة عالمية – وليس كما كنا نظن إنها معضلة سودانية بحتة، هذه الموجهات أخذها من مؤلفات الدكتور جاري شابمان الذي قال ان للحب لغات وأساليب تختلف من شخص لآخر، حسب وطبيعة الطرف الثاني.
* مؤلفات شابمان بعنوان (لغات الحب الخمسة) قال فيها إن لغة الحب تختلف من شخص لآخر، وهي لصيقة الصلة بدرجة القبول لهذه اللغة من الطرف الثاني، وأن على كل شخص أن يسعى لاكتشاف اللغة المناسبة لنصفه الثاني.
* قال الدكتور شابمان أن اللغات الخمسة للحب هي : لغة التأكيد التي تقوم على الإشادة المباشرة بالزوجة مثل القول: إنتي ممتازة،إنتي رائعة، إنتي جميلة.. “كلامك صاح” و….الخ من تعبيرات الإشادة الإيجابية.
* اللغة الثانية هي لغة الخدمات أي أن يقوم الزوج بتقديم خدمات ملموسة لمساعدتها أو مساعدة الأطفال، واللغة الثالثة هي لغة الهدايا أي أن يقدم لها هدية في المناسبات، خاصة تلك المرتبطة فيها.
* هناك لغة سماها لغة الوقت وهو يقصد قضاء وقت “كيفي”معها لا يقاس بالكم الزمني وإنما بالقدر المناسب من المشاركة الطيبة، اللغة الخامسة في رأي الدكتور شابمان هي لغة اللمس مثل “لمسة حنان” أو “تربيت على الظهر” كناية عن الرضا.
* اما رد الفعل الآخر فقد استمعت اليه من أحد المغتربين الذين غابوا عن الوطن سنوات طويلة، أكد لي صحة (كلام الناس السبت الماضي) من سطوة العلاقات الالكترونية، وذكر لي كيف أنه فوجئ بالشباب من الجنسين يجلسون معاً في الحدائق العامة، ولكنهم لا يكادوا يتحدثوا مع بعضهم البعض، كل فرد منهم مشغول بالهاتف الذي يحمله، ولا يحس بالآخر، أي أن لكل منهم علاقاته الالكترونية التي تعزله عن المحيط الاجتماعي الحقيقي الذي حوله.
* تذكرت حينها مقولة الاستاذ المحاضر الألماني الجنسية الذي كان يقدم لنا محاضرة في المعهدالعالي للصحافة في برلين إبان الدورة التي أمضيتها مع صحفيين من مختلف أرجاء العالم حول إدارة المؤسسات الصحفية، حين قال ذات مرة على هامش المحاضرة أنه وزوجته يمضيان -كل على حدة – معظم وقتهما أمام جهاز الكمبيوتر قبل أن يفترقا الى مواقع عملهما كل في طريق.
* يبدو أننا دخلنا جميعاً في عالم العلاقات الالكترونية .. وأننا نحتاج بصورة عاجلة الى العودة الى أنفسنا وإلى عالمنا الأسري والاجتماعي االمحيط بنا، وقتها قد لا نحتاج الى لغات الدكتور شابمان التي تحدثنا عن ما هو معلوم لدينا بالفطرة.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]