قول كلام تاني

بينما العبدلله يقرا في أحدى الصحف لفت نظره تصريحاً لرئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني المهندس حامد صديق يفيد بعدم إجراء تعديلات في الدستور قبل الانتخابات المقبلة، ويؤكد فيه بإن قيام الانتخابات في العام المقبل من مطلوبات الدستور ويبرئ في الوقت ذاته ساحة حزبه من استخدام أموال الدولة في الانتخابات مؤكداً عدم احتياجه لها قائلاً إن المؤتمر الوطني سيعتمد على اشتراكات عضويته التي تصل 8 مليون عضو
ما أن قرات هذا التصريح حتي صحت : يا ولد جيب الكالكيوليتر (الآلة الحاسبة) !
طيب إذا افترضنا أن تعداد السكان قبل الإنفصال كان 50 مليون وبعد الإنفصال أصبح 40 مليون وأن 12 مليون منهم دون البلوغ يكون الباقي 40-12 = 28 مليون ، طيب نقوم نطرح منهم 4 مليون طلعوا تركوا البلد دي (مرغمين) 28-4=24 مليون (يعني الفاضل 24 مليون مواطن) فيهم 8 مليون مؤتمر وطني- كما صرح الباشمهندس يعني 8 مليون مؤتمر وطني و16مليون (ما) مؤتمر وطني وهذا بقانون النسبة والتناسب يساوي2:1 يعني كل عدد 3 من المواطنين فيهم واحد (مؤتمر وطني) .. شفتو كيف؟
ما أن قمت بوضع الحاسبة جانباً حتي سألت نفسي :
معقوله هسه كل 3 مواطنين فيهم واحد عضو في حزب المؤتمر الوطنى؟
بدأت بنفسى التي وجدتها تنتمي إلى حزب (المواطن) ثم جيراني من الثلاثة جهات .. ثم عرجت على أسرتى الصغيرة .. ثم الكبيرة .. توقعت أن أجد نسبة واحد من كل نفرين (مؤتمر وطني) .. لكنى للأسف الاسيف لم أجد زول وااااحد (من العائلة كوووولها) !!
قلت فى نفسى ربما (عائلتنا دى) عائلة (دورا ميت) ساااكت ولا تفهم فى السياسة وليس لها حس (وطنى) ولا تتوق أن يكون لها (مستقبل حضاري) كدى يا زول شوف أصحابك وأصدقائك، أمسكت بهاتفى الجوال وبدأت فى إستعراض أسماء معارفى وأصدقائى واحد .. واحد .. لم أجد منهم واحداً (من الـ 8 مليون) .. وهنا سمعت طرقات على الباب فتحته فوجدته (فوزي الجزار) :
– أهلاً فوزي
– إذيك يا استاذ .. والله قلنا نتفقدك ليك مده ما ظاهر وما قاعد تجي علينا
– يا فوزي نجيكم كيف مع الكيلو أبو ستين ألف ده ؟
– بكرة يا أستاذ مر علينا نجهز ليك حاجة كويسة
– تجهز ليا شنو يا فوزي نحنا بقينا شغالين عدس ساااكت
– طيب نجهز ليك حاجة كده (قدر ظروفك)
– خلينا من قصة اللحم دي يا فوزي .. دي فرصة أسالك سؤال !
– إن شاء الله خير يا استاذ
– لا خير .. إنتا يا فوزي (مؤتمر وطنى)؟
– تقصد شنو يا استاذ !
– قلتا ليكا إنتا عضو فى حزب المؤتمر الوطنى!
ضحك (فوزي) حتى كاد أن يستلقي على ظهره :
– يا أستاذ إنتا بتهظر .. هو أنحنا قادرين (ناكل) عشان نكون بتاعين أحزاب و(سياسة) وكلام فاضي ؟ .. خليها على الله يا أستاذ
– طيب إتفضل لى جوه يا فوزي نكرمك بى شاي بى أي حاجة
– إتفضل وين يا أستاذ أنا لاحق الجمرة قبل ما تقفل
نعم الحقيقة التى لا تحتاج لأى نوع من الشطارة تقول أن 90% من الشعب السودانى الفضل أصبحوا (ناس معايش سااكت) لا ينضمون (لأى حزب) وأن السياسة بالنسبة لهم (ترف) لا تحتمله (صعوبة الحياة) التي أصبحوا يعيشونها والجرى وراء (قفة الملاح) ومصاريف المدارس والجامعات .. والعلاج .. والمستشفيات والسكن والمواصلات و(الجمرة) والشنو ما عارف .. كما أن الحقيقة (الما عايزه ليها إحصائيات) تقول أن كل الأحزاب التى على الساحة الآن لا تزيد عضويتها الحقيقية (وليست المفبركة) فى أحسن الأحوال عن بضع ألوف لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة .. هذا إن لم تكن أقل من ذلك بكثير بما فى ذلك حزب (أخونا الباشمهندس) .