د. حسن التجاني : جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم ست اللبن!!
كثير من الناس يخلطون الاوراق ولا يفرقون بين ما هو شخصي وما هو عام يصب في مصلحة العامة.. خلط هذه الاوراق هو الذي يسوقنا بسرعة البرق للهاوية السحيقة والحاقنا بأمات طه… لذا يقولون ليس من المصلحة في شيء ان يولي الناس قضاياهم ومشروعاتهم هذه للذي لا يفرق بين الخاص والعام…
ما ذنب حمار كلتوم ست اللبن ان تضربه الطائرة التي اصلاً تهدف لضرب الخرطوم؟ هل اخفاق فهذا ليس عيباً اذا غاب هدف القصد الشخصي.. لكن لو كان ذلك بدافع ان كلتوم تبيع لبناً نظيفاً طاهراً حلالاً تنافس به من يبيعون لبناً مخلوطاً بالماء يتبع لصاحب قرار.. هنا تكون المأساة.. فيكون الهدف قد خرج عن مساره الصحيح وذهب للتدمير.. بغرض التشفي والإبعاد لاجل الانتصار الشخصي… هنا يكون بذلك قد قضى على مصلحة الناس والوطن كله ليبيع لبنه المخلوط بالماء للناس جميعهم في غياب كلتوم التي قتل حمارها الذي كانت به تبيع للناس لبناً صحيحاً.
لسنا ضد المصلحة الشخصية فهي بالطبع التي يسعى الجميع منا لتحقيقها، لكن شرط ألا تكون خصماً على المصلحة العامة.. فهي التي يقوم عليها الوطن كله وينمو ويزدهر.. يجب ان نتقي الله في ما نصنع ونقرر، وألا يكون هدفنا شخصياً وضيقاً في افقه.. انه الانتقام والتشفي، فاعلم اخي القارئ ان الله موجود في اي زمان ومكان وحاضر في الهمس والجهر وما توسوس به النفس خفاءً. ولا يترك ذلك يمر عبثا ولا عبطاً، لكنه يمهل ولا يهمل.. كثيرون خططوا لضرب حمار كلتوم وفعلاً ضربوه لأغراضهم الشخصية لكنهم ماتوا.. ماذا استفادوا غير سيئ الذكرى … ماتوا وتركوا الدنيا كلها وبقيت تلاحقهم اللعنات كلما تذكرتهم كلتوم وما فعلوه بحمارها من تشريد وابعاد.
مهم جداً ان نقف لحظة لنعي الدرس جيداً.. اين نحن مما نفعل من عمل نبتغي به وجه الله مخلصين له الدين، وما نفعله من عمل نريد به قتل حمار كلتوم خوفاً من منافستها الشريفة.
ربما يكون هذا الحديث غريباً في تناوله، لكنا نحسب ان اشارته واضحة، وهي تغليب العام على الخاص مهما كانت نتائج الأولى خصما على الثانية. علماً بأن العامة هي التي تغطي الخاصة ايحاباً اذا صبر على العامة، ولكن ضعفاء النفوس صبرهم قليل ونفسهم ضيق.. هكذا ارادهم الله تعالى.
اللهم نسألك ان تعيننا على اصابة اهدافنا في ما يرضيك اولاً وعامتنا ثانية، وما يخصنا اجعله لنا أخيراً دون ان يصيبنا غضبك وسخطك.. فنخسر به الدارين خسراناً.. آمين.
«إن قدر لنا سنعود»
صحيفة الإنتباهة
ت.أ