منصور الصويم

قدر شعب جنوب السودان


[JUSTIFY]
قدر شعب جنوب السودان

يحكى أنه وبرعاية الهيئة الإقليمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، بدأت أمس الأحد مفاوضات السلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، في حين تشهد أحدث دولة في العالم معارك عنيفة في مناطق عدة، راح ضحيتها المئات من المواطنين ونزح بسببها الآلاف.. معارك دموية عنيفة، لا تجد لها أي تبرير، مستمرة لأكثر من أسبوعين، بين القوات الحكومية (الرئيس سلفاكير)، وقوات نائب الرئيس السابق (رياك مشار).. حرب لا تبقي ولا تذر، ضحاياها مثل كل حرب الشعب (المسكين)، والبنيات التحتية لدولة وليدة، و(المحاربون) الذين ما فتئوا يقاتلون لأكثر من نصف قرن، في حروب ونزاعات متصلة سواء ضد الدولة الأم (السودان)، أو ما بين الفصائل (القبلية) أو المنشقة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان.. عنف وحريق مستمران حتى الآن.
قال الراوي: أي قدر هذا الذي يواجه الجنوبيين، منذ استقلال دولتهم الأم، وإلى حين استقلال دولتهم الوليدة جنوب السودان، هل قدر على هذا الشعب المسالم أن تكون الحروب هي المصير الذي ينتظره عند أي منعطف في هذه الحياة؟ هل قدر عليه أن يكون على الدوام في حالة قلاقل ولا استقرار وترحال ونزوح وهروب من لظى النيران، وقسوة الإخوة الأعداء؟ هل عليه -هذا الشعب – أن يدفع ضريبة صراعات قادة لا تحركهم أدنى مسؤولية تجاه أوطانهم شمالا كانوا أم جنوبا؟ أليس من حقه أن يحلم ولو بـ (شوية) راحة.
قال الراوي: أنظار العالم كله تتجه الآن إلى أديس أبابا بانتظار ما ستسفر عنه هذه المفاوضات التي يفترض أن تقود إلى سلام بين الفصيلين المتحاربين. العالم ينظر بعين الشفقة إلى هذه البلاد (النفطية)، ويضع في حسبانه إمكانية حدوث انهيار (فظيع) لكل شيء إن استمرت هذه الحرب (المجنونة) بين الطرفين، ويدرك أن استمرارها قد يجر المنطقة برمتها إلى تجدد واستمرار لحروب لا تتوقف إلا لتبدأ.. لكن من يستمع لصوت العالم، وقبله لصوت العقل؟
ختم الراوي؛ قال: أمريكا تجلي رعاياها وتهدد، يوغندا بدورها تهدد، السودان يجلي رعاياه، ودول أخرى أوروبية وأفريقية وعربية تفعل ذات الشيء، ويبقى الشعب الجنوبي السوداني هو الوحيد الذي عليه أن يتمترس بأرضه ويواجه طلقات النيران المنطلقة كل الاتجاهات صوبه..
استدرك الراوي؛ قال: هل يستمع (المتحاربون) لصوت (العقل) وينزلون إلى هذا الشعب.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي