سعد الدين إبراهيم

علامة الصلاة المميزة


[JUSTIFY]
علامة الصلاة المميزة

من المضحكات المبكيات خبر صحيفة(حكايات) عن صِنعة عمل علامة الصلاة المميزة.. وذلك نظير خمس جنيهات للعلامة الواحدة، وسبع جنيهات للعلامتين.. واعتبر الخبر هذه العلامة المصنوعة جواز مرور الى قلوب الآخرين وهو في حقيقته غش عديل ورسولنا عليه الصلاة والسلام قال: (من غشنا ليس منا)..

أدوات تلك الصناعة(نواة) تمر«بلح» توضع على جبين طالب الخدمة، اعتقد إنها بتلك الكيفية تكون(عُوّارة) اي جرح وليس علامة صلاة .. كما إنه ليس بالضرورة أن كل الناس مهما كثر سجودهم تكون لديهم تلك العلامة.. إنها تقتصر على بشرة معينة..ولما كانت العلامة سوداء فكيف تظهر لدى ( أولادنا السُمر؟)

حقيقة درج الناس على خلق (رموز) للتدين منها اللحى.. فالبعض يرى في صاحب اللحية شيخاً كبيراً.. متديناً.. مع أن «كارل ماركس» له لحية مهيبة.. كذلك(دارون) .. وقد أدخلت اللحية مرة شاباً في «أظافره» وكنا نمتطي حافلة.. واحدة من النساء الفضوليات..سألت أمراة تحمل طفلها العيان.. فسألتها عن مرض الطفل فقالت:«حُمْى ومابي الاكل».. فقالت لها عزمتي لىَّ.. قريتي لىَّ (يس) فأومات المرأة عن (لا) فتلفتت المرأة فوجدت راكباً شاباً له لحية مستديرة بهية.. فقالت له: عليك الله اقرأ لي الولد ده سورة يس فقال بكل صدق بريء: ما حافظا .. فقالت مستنكرة الدقن دي كلها وماحافظ يس.. فقال لها: ياولية أصلها دقن ولا مصحف ؟! بعد رمز اللحية للتدين.. ظهرت مؤخراً علامة الصلاة.. ولم أقرأ في سير الصحابة الأجلاء عن وجود هذه العلامة لدى أي منهم.. فقط قرأت أن سيدنا على بن الحسين.. زين العابدين.. الامام السجاد حسب كنيته لم يجدوا هذه العلامة عندما انتقل الى الرفيق الأعلى وجدوا فقط حزوزاً على بطنه وصدره.. وذلك بسبب حمله للصدقات بنفسه رابطها الى جسمه وخروجه ليلاً للتصدق بها على أصحاب الحاجات.. ورغم أن لقبه الذي استحقه(السجاد) لكن لم نسمع أن لديه تلك العلامة للسجود ..السجود حسبما نعرف ينير الوجوه.. ويضفي عليها هالة من النور لا هالة من السواد.. الغريب انهم إن خدعوا الناس بتلك العلامة!! فكيف يستطيعون خداع الله سبحانه تعالى؟؟

حين كنت اتلمظ غيظي بعد قراءة هذا الخبر.. دخل علي ود الشواطين .. لما عرف قال ليَّ:يازول دي«وهمة» بتجيب تمنا؟ قلت:كيف يا رجل قال: يعني إنتو تلاتة أربعة عاملين العلامة دي.. وشايلين سبح .. وطبعاً لازم الوهمة دي تكون بي (توفيق الدقن)..وتطلعوا مسيره.. تدقوا الأبواب.. وتقولوا دايرين تبرعات لي مسجد حلة(كذا) والناس يدوكم طوالي.. مش المظاهر خداعة.. قلت: سبحان الله.. طيب لو كانوا لابسين بدل وكرفتات وقالوا دايرين تبرعات لي مدارس ولا مستشفيات بدوهم برضو؟..يآخي ده اسمو استغلال العاطفة الدينية..

وذهب عني وتركني اتأمل حالة التدين الصناعي هذه؟ واتساءل:هل هي عادة دخيلة علينا؟ هل ستظل تؤتي أُكلها دائماً؟ما علاقتها بالحكمة التي تقول: يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت، لكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت!
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. هذا ما اخذناهو من المشروع الحضارى والتمكين الذى اتى به هؤلاء المتأسلمون الذين احتكروا كل السودان لاصحاب اللحى والعلامات المزيفه على الجباه والتى اصبحت هى مفتاح الدخول لكل مرفق من مرافق هذا الوطن المنكوب بحكامه المنافقين