محمد محمد خير

يوم ترفيهي


[JUSTIFY]
يوم ترفيهي

دعتني أسرة صحيفة (السوداني) لحفل نهاري دبجه مديرها العام الأستاذ حاتم احتفالا بحصد الصحيفة لخمس جوائز إلا جائزتين من مسابقة التنافس الصحفي التي ينظمها مجلس الصحافة والمطبوعات، لم أرد على جبهة الإبداع الشابة بالصحيفة إلا بإذعان والحرص والمشاركة فأنا يعجبني في بلادي النور.
تحركت صوب العليفون التي كان عهدي بها منتصف الثمانينات، بدأنا من كوبر ومررنا بحلة كوكو وهذه مناسبة أنوه فيها إلى أن غرر خراف السودان النجلاء تباع هنا، وتتميز حلة كوكو بأنها الحاضنة لتلك الخرفان القادمة من البطانة وأبودليق التي تتميز عن سواها بالدعة والرغد على خلفية التربية البهية، فهى لا تقطع الفيافي مشيا كخراف دارفور وقرج دار حامد وبلدي شمال كردفان، إنها ترتاح على مراع محروسة بالدوبيت ونابتة بالخشائش المستقرة، النعجة هناك مثل “مونيكا” التي راودها كلينتون مراودة رئاسية، ضارعة وذات دل، مطواعة لا ترد خروف، شهية ومشتهاة، وتهيج حتى “تكسر الزريبة” ولودة ولابنة، شعارها الأزلي (لا لتصدير الإناث) لأنها وطنية الهوى!!.
الطريق أصبح كله مسفلتا، وأعمدة الكهرباء كالجبال وعلى جانبي الطريق النهر والناس، كان هذا الطريق في الثمانينات، مرتع الثعابين وآسر الظلمة و(مطرشق) لساتك العربات، أصبح اليوم سلسا وهشا وخفيفا على إطار العربة مثل الضيف الرقيق.
حين صارت العليفون على بعد همسة مني، كنت أحرق في الجانب الأيمن والأيسر للطريق، مصانع متعددة للصابون والبوهيات والأسمدة، لم تكن فيما مضى إلا حلما يداعب سكان ذاك القفر.
قابلتنا عربة صحيفة (السوداني) عند باب المزرعة كي لا نضل الطريق إلى الحفل، وهناك كان يغني فرفور ويبتسم جمال الوالي وكان وزير الدولة للإعلام يرتدي (تي شيرت) تأكيدا لشبابيته يجاوره الشاب الخلوق المهندس قبيس أحد رموز الجيل الرابع من الإسلاميين الذين تتبدى في محياهم خطوط الأصالة وإشراقات المعاصرة، وبوفائه التام للصداقة الندية التي تربطه برئيس التحرير كان يجلس المهندس ملاسي أحد كتاب الجمل القصيرة جدا والدالة للغاية.
حين دخلت وبشرت وعانقت وطرحت الفؤاد للمحبة القصية غنى جمال فرفور من كلماتي أغنية لحنها صلاح إدريس
قطرت ليكي الشوق لبن
قدمت ليك الليل هدية
لكني يا الطير الرحلت
كان زماني معاك شوية
لسة ما أتأملت وشك
طرت ركيت في عينيا
أعادني اللحن للثمانينات أيام كنا نمد أيدينا للشمس ونشوي عليها القصائد، كان المرحوم عبد العزيز العميري وخطاب حسن أحمد، وكان من رواتنا المقداد شيخ الدين وفرقتنا القبور والمهاجر والأيام اللئام!!.
أحسست بقوة الآصرة التي تربط بين شباب السوداني وإداراتهم ورئيس مجلس الإدارة، وكشفت لنا لينا يعقوب عن جنود مجهولين يقفون خلف المشهد لكنهم يصنعون كل المشاهد، وكشف ضياء الدين عن مجدي عبد العزيز فاكتشفت أنا كل المخبوء.
سرني وأبهجني مشاركة الآخرين محمد عبد القادر ودندش؛ ضياء الدين في عرسه الورقي الذي (غنت فيه بنات السوداني ياجريدة يابيضا)!.
[/JUSTIFY]

أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني