طب وصحة

تلوث الأغذية.. مخاطر تهدد حياة المستهلك

[JUSTIFY]انتشار السرطانات وأمراض الكلى شبهة لا تخلو منها المواد الغذائية الملوثة
مواد غذائية منتهية الصلاحية تغير ديباجتها الإنتاجية وتعرض بالأسواق
نسب التلوث الغذائي في السودان كبيرة وخبير يحذر من كارثة ثلوث غذائي وشيكة

..من غشنا ليس منا.. حديث مأثور عن أشرف الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).. ويصلح كقاعدة أساسية في معايير ضبط الجودة ومحاربة الفساد والمفسدين وأعمال الغش التجاري.. في سوق الله أكبر نجد مئات الأصناف من السلع الفاسدة مثل المعلبات واللبن المجفف المستورد والمشروبات والحلويات تتكدس بها الأسواق وهذا مما يؤثر على صحة الإنسان.. زاد من انتشار تلك البضائع الفاسدة أو المنتهية الصلاحية..دباجة تاريخ الإنتاج
بالإضافة إلى وجود بضائع أو سلع يتم تغيير تاريخ انتهاء فترة صلاحيتها إلى زمن أطول.. فما هو رأي المواطنين حول انتشار تلك البضائع الفاسدة؟ وماهي الإجراءات الاحترازية التي يتخذها المسئولون لحماية المستهلك؟ وماهي الإجراءات القانونية ضد مروجي البضائع الفاسدة؟ كل هذه التساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عليها عبر هذا التحقيق.

تلوث الأغذية حياة المواطن السوداني باتت في خطر بعد الحقائق المذهلة التي أشار إليها خبراء الأغذية عن حالات تلوث الأغذية في السودان فهناك 70% من السودانيين يتناولون أغذية ملوثة وربما الكثير لا يعلمون ذلك لأن ثقافة التعامل مع الأغذية الصحية ضعيفة بينما
83% من المواطنين يتناولون ألبان ملوثة ولكن ربما ليس لهم خيارات أخرى غير التعامل مع الواقع فيما هناك خطر يطل برأسه من جانب آخر إذ إن
22% من الأغذية ملوثة بالمعادن وهذا النوع من التلوث ربما يكون له مخاطر كبيرة على صحة المواطنين كما أن نسبة
18% من الأغذية ملوثة بالأحياء الدقيقة بينما هناك
3% من الأغذية ملوثة بالحشرات والمبيدات الحشرية الأمر الذي ربما يشكل إشارة واضحة لانتشار أمراض السرطانات المختلفة وأمراض الفشل الكلوي التي بات يعاني من كل السودانيين بلا استثناء حيث بات الأمر يتطلب تدخل مؤسسات الدولة الصحية لمواجهة خطر التلوث قبل أن يخرج عن السيطرة.

سلع منتهية الصلاحية تعددت الكثير من شكاوى المواطنين حول السلع الفاسدة حيث إن في كثير من الأحيان يصعب على المواطن التفريق بين السلع الصالحة والسلع الفاسدة التي يعاد تغليفها من جديد يقول.. المواطن إبراهيم النعيم إن المصداقية في العمل التجاري تعتبر مهمة، وقال إنه اشترى سلعاً استهلاكية وعندما ذهبت بها إلى المنزل اكتشف أنها منتهية الصلاحية بموجب التاريخ الذي خُطَّ على جانب السلعة حيث طالب المواطن إبراهيم النعيم الجهات المختصة بضرورة مراقبة مثل هذه السلع التي تنتهي صلاحيتها وتعرض بالأسواق حتى لا يتضرر المواطن الذي يرتاد السوق بصفة يومية لشراء احتياجاته المعيشية.

وأضافت منيرة آدم ربة منزل إلى أن الغش التجاري أصبح يملأ الأسواق سواء كان على مستوى السلع الغذائية أو غيرها.. وأشارت إلى أن بعض السلع لا تعطي مفعولها الحقيقي، مضيفة إلى أن بعض الجهات تعمل على تغيير مدة الصلاحية الموضوعة على الديباجة فى مخالفة واضحة وصريحة لقوانين المستهلك والصحة العامة المعمول بها.. واعتبرت منيرة آدم أن مثل هذا العمل به الكثير من الاستخفاف بحياة المواطنين فربما يعرض حياة المواطن إلى خطر صحي ويساهم في بعض الأمراض التي تعجل بانتهاء حياة الإنسان وناشدت القائمين على مراقبة الأسواق بوضع ضوابط وتشكيل آلية دائمة للمراقبة وللحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تملأ الأسواق والمتاجر وخاصة البضائع التي تعرض في العراء والبضائع التي يعرضها الباعة الجائلون على الطرقات العامة.

هيئة المواصفات أكد المواطن محمد آدم أن هنالك كمية كبيرة من الأغذية الفاسدة في الأسواق والتي تؤدي إلى كثير من الأمراض الصحية للمواطنين، وقد تؤدي إلى الموت في بعض الحالات، طالب محمد آدم المواطنين بتوخي الحذر وعدم شراء الأغذية منتهية الصلاحية، إلا بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها ويضيف أن المشكلة في المواد الفاسدة أنها تصل إلى الأسواق قبل فترة وجيزة من انتهاء صلاحيتها ولذلك تنتهي صلاحيتها قبل الفترة الزمنية المحددة بسبب سوء التخزين والعرض المكشوف فيما تصبح هيئة المواصفات مسئولة عن التقصير في السماح بدخول مواد استهلاكية شبه منتهية الصلاحية إلى الأسواق
وأشارت المواطنة نبيلة أحمد أن هنالك كميات كبيرة من الأغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية في الأسواق والبقالات فمنذ مدة اشتريت حليب مبستر واطلعت على تاريخ الصلاحية وجدته منتهي الصلاحية قبل شهرين مما ادى إلى عدم تناولي نهائيا للحليب المبستر السبب هو انتهاء صلاحية المنتج وبالتالي لابد من وجود حل ورقابة فاعلة كما أن معظم المواد الغذائية المنتهية الصلاحية مثل البن الجاف والأرز والعدس والمكرونة والسكر والشاي يتم فتحها وتباع مواد غذائية صالحة بالوزن في محلات التجزئة.

وقالت رجاء موسى ربة منزل إن الأغذية الفاسدة أصبحت شئ أساسي في المواد الغذائية المعروضة بالأسواق ونحن إذا ما قمنا بالإطلاع على تاريخ الصلاحية سوف نرى بأننا نأكل طعاما فاسدا ولكن كثيرا من المستهلكين لا يهتمون بديباجة الإنتاج ولذلك لابد لنا من الحيطة والحذر في التعامل مع المواد الغذائية المعلبة أو المعبأة في أكياس والاهتمام
بقراءة تاريخ الصلاحية بالإضافة إلى أن لحوم الدجاج المستوردة تدخل فيها مواد حافظة إذا لم يتم التعامل معها بصورة علمية تصبح لحوما فاسدة قبل انتهاء فترة الصلاحية المحددة بزمن طويل كما أن غير اللحوم من الأطعمة الأخرى مثل الساردين والحليب المبستر وغيرها من المعلبات ايضا تفسد وتتلوث لعوامل البيئة.
وأشار المواطن محمد آدم إلى أن عددا من الأطعمة الفاسدة المنتهية الصلاحية يقوم بعض أصحاب محلات التجزئة بتغيير تاريخها وبيعها في الأسواق كمواد غذائية جيدة، الحد من مخاطر السلع الفاسدة وإنهاء هذه الظاهرة وعدم العبث بحياة الآخرين يتطلب تفعيل القوانين الصحية لأن هذه الأغذية الفاسدة قد تؤدي إلى التسمم أو تنهي حياة الإنسان كاملة.

حالات غش هنالك الكثير من حالات الغش ومخالفة السلع التجارية وتتمثل هذه المخالفة في تعديل تاريخ الصلاحية بالنسبة للسلع الغذائية..حيث أدى ذلك إلى تفشي هذه الظاهرة السالبة وفد احدثت الكثير من الضرر للمواطن مثل حالات التسمم ويرى محمد آدم أن هنالك تقصيرا من الجهات تجاه حماية المواطن من مخاطر المواد الغذائية الفاسدة.

ما هي المدة الزمنية للاحتفاظ بالأطعمة المعلبة؟ وكيف يتم اختيار فحص المواد الاستهلاكية المستوردة بحيث لا تسبب التسمم الغذائي؟ سألنا الدكتور محمد الماحي اخصائي التغذية وأستاذ الغذاء بالجامعات السودانيه فأجاب قائلا.. إن هذه الأطعمة سهلة الفتح وبالتالي فإن الإصابة بالتسمم الغذائي وارد فيها، ولكن يجب أن نعلم أن تميز الغذاء المعلّب محضّر بشكل تجاري لفترة صلاحية طويلة جداً ولم يخزن بصورة علمية فإنه يصبح تالفا، ولكن طالما أنه مخزن بشكل صحيح فإن الحموضة العالية لا تؤثر عليه – مثل الطماطمِ، عصير الفاكهةَ والفاكهةَ يمكن أن تخزن لفترة أقصاها 18 شهرا.. أما الأطعمة ذات الحموضة المنخفضة – مثل الخضارِ واللحمِ يمكن أن تخزن من سنتين إلى خمس سنوات…

فحص العبوات عندما تتسوقين لشراء أطعمة معلبة، تأكدي من فحص تاريخ العبوات. ولا تشتري معلّبات بها ثنيات أو مطعونة، أو بها انتفاخ، أَو تظهر عليها علامات عبث أو تسريب.. في البيت، قومي بوضع المعلبات في خزائن جافة وباردة، بعيداً عن الطبَّاخِ، الفرن، الثلاجة أو أي مصدر للحرارة، كذلك الأماكن الرطبة تحت المغسلة، أو في السرداب أو المرآب الرطب
قبل استعمال أو إعداد الأغذية المعلبة تأكدي من تاريخ الصلاحية والانتهاء إلى العبوة.. بعدها قومي بتنظيف العبوة بالماء والصابون قبل فتحها، وهذا ينطبق على جميع المعلبات حتى المشروبات الغازية… إذا خرج سائل أو رغوةَ من العبوة عند فتحها أو ظهرت رائحة كريهة، لا تأكلي المعلبات، وقومي بالتخلص منها مباشرة.
فهناك جدول يُوضِّح بعض الأصناف الغذائية مع درجة حرارة حفظها وفترة صلاحيتها
الصنف درجة الحرارة فترة الصلاحية:

الخضروات المعلبة عادية 25 24 شهرا
المربى الزجاجية عادية 25 18 شهرا
المياه المعدنية عادية 25 12 شهرا
الحليب المبستر 1-4 5 أيام
الزبادي 1-4 أسبوعين
لحوم الأبقار المبردة 1-4 أسبوعين
البيض المجمد (-) 18 9 أشهر
الساردين والتونة عادية 25 24 شهرا
الأسماك المملحة المبردة 1-4 6 أشهر
المشروبات الغازية عادية 25 6 أشهر
الزيت النباتي عادية 25 12 شهرا
الفواكه المعلبة عادية 25 18 شهرا
أغذية الأطفال المعبأة عادية 25 12 شهرا فالاهتمام بنماذج الجدول يجنب المستهلك المشاكل الصحية الناتجة عن انتهاء الصلاحية.

تحقيق/ ولاء الفاضل
صحيفة المستقلة
ت.أ[/JUSTIFY]