نعم . . يا سيّد الأحلام الكبيرة . ( 02 )

في السبعينيات ، لم يتردّد بومدين في مفاجأة الشعب الجزائري بإعطاء امرأة منصب وزير ، و هي السيدة زهور ونيسي أحد أسمائنا الأدبيّة العريقة ، و أول من كتبتْ باللغة العربية . لكن بومدين لم يكن ليكفيه تبوّأ امرأة منصبًا وزارياً ، كان يحلم بتغيير قدر الجزائريات جميعهن ، لعلمه أن قدر الجزائر لن يتغيّر بنصف المجتمع .
استدعانا ، نحن نخبة من الجامعيات ، ليُحدثنا عن مشروعه الثوري : إعلان الخدمة العسكرية للبنات .
أذكر .. كان لبومدين حضورٌ بهيّ و مُربك . فهو لا يشبه في شيء الرجل حاد الملامح الذي كنا نراه على التلفزيون بالأسود والأبيض . كان فيه كثير من وسامة الوقار ، وشيء من شموخ رجال يدركون أنهم يصنعون التاريخ في كلّ لحظة ، حتى بصمتِهم .
عندما صافحني بحرارة تفوق بقليل سلامه على الأخريات ، لأنّه كان يقرأني في جريدة ” الشعب ” وحدث أن أبدى لمستشاره الدكتور محي الدين عميمور إعجابه بما أكتب ، شعرت بأنه رفعني الى قامته الوطنيّة ، وبرغم أنه غلّف كلماته بابتسامته تلك ، فقد أربكني بذلك القليل من الكلام ، و بيد تباطأت في يدي ، وكأنها تُودِعُني شيئاً . ودخلتُ في حالة صمت بحيث لم أشارك بعدها في ذلك الجدل . [ يتبع..
[/SIZE]
الكاتب : أحلام مستغانمي



