زبادي ساااكت

لدى الشعب السوداني الكثير من العادات والسلوكيات الجميلة والتي لا تتوافر في كثير كم شعوب العالم إن لم يكن كلها مثلاً (الشهامة) لم يحدث قط أن توقفت عربة العبدلله بسبب (نزول) لستك حتى هب لمساعدته المارة من الشباب فقاموا برفع العربة وتبديل اللستك ومضوا في حال سبيلهم دون إنتظار كلمة شكر .. هذا يا سادتي لا يحدث إلا في السودان !
لا يجد مواطن سوداني شخصاً مصاباً في حادث إلا وتوقف وأركبه في عربته غير آبه للدماء التي تنزف منه وثيابه التي تلطخت بتراب الرصيف و(الجرجرة) القانونية التي سوف تحدث له وأورنيك 8 وما أدراك ما أورنيك تمانية ، يوصله المستشفي ويتابع علاجه وكمان لو القصة عاوزه ليها حقن .. شاش مش عارف أيه يدفع من جيبو وينتظر معاهو لحدت ما أهلو يعرفو ويجوهو ، وهذه أيضاً لا أظن أنها تحدث في أي مكان في العالم .
وكما أننا شعب له إيجابيات فأيضاً نحن شعب لديه من السلبيات الكثير والتي لا تحدث إلا في السودان مثلاً جميع شعوب الأرض لديها إهتمام بمسألة الوقت .. يدق جرس طابور المدرسة الساعة 8 صباحاً تلاقي المدرسة كووولها موجودة المدير والوكيل والمعلمين والمشرفين وبتاع البوفية والعمال والفراشين لكن لدينا الأمر مختلف .. يدق الجرس .. يقيف الطابور تدخل الحصة المعلم ما يجي تسال يقولو ليك :
– أستاذ عوض ده ساكن بعيد !!
– يعني هو ما عارف نفسو ساكن بعيد وللا أيه ؟ طيب مش يطلع أبدر شوية؟
أما حكاية تقدير الوقت فحدث ولا حرج .. تقوم بإعطاء الطلاب مشروعاً أو بحثاً وتعطيهم شهراً لإنجازه إلا أن الواقع يقول أن معظمهم يبدأ ويشرع في عمله قبل أيام معدودات وهاك يا بحث في (الإنترنت) وهاك يا (كوبي أند بيست) وقطع ولزق وطباعة متسرعة عجلى مليئة بالأخطاء وتغليف مش ولا بد حتى أن بعضهم من فرط العجلة ينسى كتابة اسمه على (البحث) !
أما حكاية الموظفين والموظفات فده كوم تاني خليكم من الحضور والإلتزام بمواعيدو تعالو نمسك الحتة بتاعت الإستفادة من الوقت ذات نفسو .. تاتي لقضاء معاملة فتجد الشباك مقفول ، تسال :
– الشباك ده قافل ليه؟ الساعة يا دوبك تسعة ونص
– الموظفين ديل في الفطور
– (بعد مدة) : يا جماعة الساعة بقت حداشر وشوية
– (ست الشاي) : لا خلاص بيكون في السكة
– (في إندهاش) : السكة؟ يعني ما قاعد يفطر هنا؟
– لا الموظفين ديل أصلهم بيفطرو عند (الفوال الرهيب) في نمرة إتنين .. (وتكون الوزارة في شارع النيل)
ويأتي بعد شوية الموظف بسلامتو ويفتح الشباك تديهو الورق بتاعك يقوم يقول ليك :
– إنتا عرس ناس عصام ده في الصالة الذهبية وللا صالة المعلم؟
وقبل أن تقتلك الدهشة تقوم تكتشف إنو خاتي ليهو سماعة بتاعت موبايل وبيتكلم ليهو مع زول .
وشويتين الشباك يقفل :
– على وين يا أبو الشباب؟
– الصلاة يا جماعة الضهر وكتو دخل
– ودي ح تصليها في مسجد النور؟
– لا لا المسجد أهو داك !
ويسلم الإمام وتنتهي الصلاة .. وأبو الشباب ما يظهر .. نص ساعة .. ساعة.. ساعة وشوية ويفتح الشباك ويقوم صاحبنا بإجراء معاملة أو معاماتين ثم يلملم موبايلو .. ومفاتيحو .. وجرايدو :
– معليش يا جماعة اليوم إنتهى تعالو بكرة !