مطالبات بتحويل الاحتفال الى 19 ديسمبر ..الاستقلال المُهْمَل.. ما السبب
تقصير
من جانبه قال أحمد الأمين موظف- إنّ هناك تقصيراً من جانب الأجهزة الإعلامية الرسمية وغيرها، في زرع الروح الوطنية لدى الشباب. وأشار في حديثه لـ(حكايات) الى تركيزها على الإعلان للحفلات المقامة على شرف الاحتفاليّة، ومن يُحيونها، وقيمة التذكرة مع العشاء والصالة الفلانية، وهو ما طغى، وتساءل: لماذا لا تُكرّس تلك القنوات الإعلامية المختلفة المسموعة، والمقروءة، والمشاهدة برامجها في إحياء ذكرى الاستقلال. واضاف أن (90%) من الشباب ينصب تركيزهم فقط على الاحتفال برأس السنة. وختم حديثه بالقول: إنّ مشكلة يوم الاستقلال أنّه تزامن مع الاحتفال برأس السنة في يومٍ واحد.
من جهتها عدّت أمانى إبراهيم موظفة- قرار ولاية الخرطوم، القاضي بإيقاف الاحتفالات عند الثانية عشرة ليلاً، وترديد نشيد العلم، دلالة على إعترافهم بغياب الروح الوطنية عند السودانيين. وتساءلت: لماذا لا توجد برامج أو آليات لمعالجة عدم الوطنية الملاحظة عند الجيل الحالي على المدى البعيد. وأضافت أنّ القرار دلالة واضحة على أنّ الناس أصبحت مشغولةً بإطفاء شمعة رأس السنة، وبالحفلات المقامة على شرفها ومن يحييها وأماكنها. ولفتت: حتى أولادنا ما عارفين في استقلال، لكنهم يتذكرون جيداً الاحتفال برأس السنة، وبالعام الجديد. وختمت متسائلة: أين الخلل؟
فك ارتباط
د. كمال رزق خطيب المسجد الكبير بوسط الخرطوم ، صوَّب انتقادات لاذعة لإحتفال رأس السنة متزامناً مع الاستقلال، واعتبر أن الاحتفال برأس السنة يوماً لـ (الزنا والفجور) والمعاصي والتمرد على الله، ناعياً ربطه بذكرى الإستقلال، وطالب رزق في أول خطبة جمعة بعد احتفالات رأس السنة والاستقلال من العام الماضي بالعودة إلى التاسع عشر من ديسمبر للإحتفال بالإستقلال الذي أعلن من داخل البرلمان في ذات التاريخ بدلاً عن التوقيت (المنحول). وقال إن الإحتفال بالإستقلال الحقيقي لا يعني خروج المستعمر، بل تغيير منهجه الراسخ وسط الشباب والمدارس والجامعات.
مناهج وطنية
من ناحيتها، قالت ثريا إبراهيم، الباحثة الإجتماعية، والنّاشطة في مجال حقوق المرأة والطفل إنّ الاحتفال برأس السنة لا تشوبه شائبة، ويمكن الإحتفال بعدة طرق مختلفة، كأنْ يجلس الشخص مع نفسه ويُجري جرداً لحساباته في السنة المنصرمة. أو الخروج وقضاء وقت مع الأسرة من باب التغيير، والتخطيط بشكل جيد للمشاريع القادمة. وحذرت في حديثها لـ(حكايات) من المظاهر السالبة التي تصاحب الإحتفالات برأس السنة والتي تسبب الإزعاج للآخرين خاصة إستخدام الألعاب النارية والصراخ.
وأضافت ثريا أنّ غياب التربية الوطنية حتى على مستوى المناهج التي تدرس للطلاب بمختلف المراحل الدراسية أثّر بشكل كبير في زعزعة الروح الوطنية والتي باتت غائبة تماماً، وتمّ اختزالها فقط في (نشيد العلم)، وطالبت ثريا بضرورة وضع مناهج للتربية الوطنية لتعزيز روح الوطنية لدى الأجيال القادمة، وأشارت الى أن تزامن عيد الاستقلال مع رأس السنة ساهم بشكل كبير في سحب البساط منه، ودعت الى الإهتمام بالجوانب التي تعزز حب الوطن، بجانب تكريم وإبراز دور الشخصيات التي شاركت في صناعة القرار من داخل البرلمان ونشر سيرتهم الذاتية والتعريف بالوزراء الذين تعاقبوا عليه، فضلاً عن تخصيص يوم بالمؤسسات المدنية للإحتفال.
سرقة
وفي السياق، وصف د. نصر الدين أحمد إدريس، رئيس قسم علم النفس بجامعة افريقيا العالمية، وصف قضية الإحتفال بالاستقلال أو رأس السنة بالكبيرة، والتي تحوي العديد من الجوانب الشائكة، مضيفاً في حديثه لـ (حكايات) إنّ مسألة تزامن الإحتفالين في وقتٍ واحد، بأن المستعمر قصد ورتّب بهذا التوقيت لسرقة فرحة الشعب السوداني، والتي تتجدّد كل عام، ربما يكون في حديثه هذا عتاب لرواد الاستقلال لعدم انتباههم لتلك الجزئية أو لأن أعياد رأس السنة لم تكن بهذا الزخم الحالي.
واقترح د. نصر الدين فكْ ذلك الإرتباط وتحويل الاستقلال الى يومه (الحقيقي)، وهو التاسع عشر، وقال: نحتاج لشجاعة وطنية لإعتماده في ذلك التاريخ. وأشار الى جانب آخر يتعلق بالتربية الوطنية والحس الوطني والشعور بالإنتماء للوطن وهذه مسألة تربوية تبدأ من التنشئة الاجتماعية التي تبدأ بالأسرة مروراً بالمراحل التعليمية والإعلام ودور العبادة وغيرها من المنابر التي تساهم بالتربية الوطنية، وأضاف هنا نحتاج الى مراجعات كثيرة، وذهب نصر الدين الى منحى ثالث يرتبط بضرورة إيجاد حلول ناجعة لقضايا ومشكلات الوطن وفقاً لحوار وطني لمعالجة كافة قضايا السودان.
أزمة جيل
من جانبه، يرى برفيسور علي بلدو، الاختصاصي النفسي، أنّ الغالبية من الشباب المحتفلين برأس السنة على حساب الشعور بالاستقلال، يُعبر بوضوح عن الأزمة التي يعيشها الجيل الحالي، أو ما يسمى بظاهرة الفصام المجتمعي، التي يُعاني منها الملايين من شبابنا، بجانب الشعور بالاستقلال والوطنية واستشعار الحس القومي، الذي لم يعد له ذلك الألق، والتأثير على شخصيات الكثيرين والكثيرات بسبب ما يُعانونه من واقع مريرٍ وعدم ثقة في المستقبل، بجانب الشكوك العميقة التي تنتاب الشباب والشابات المتوترة بما يخص الماضي والتاريخ عموماً.
وفي رأي بلدو الذي تحدث لـ (حكايات) إنّ ما ذُكر يؤدي بصورة أساسية الى عدم إثارة النزعات الداخلية ومكامن الفرح والاندياح الشعوري داخل هذه الأجيال. ويُضيف: أن رأس السنة يمثل من ناحية فتحاً جديداً، وشعوراً ببداية جديدة، تُعطي دافعاً بالأمل في عام جديد، يُمكن خلاله تحقيق أشياء لم تتحقق قبلاً، وكذلك وسيلة للتغلب على الإحباط واليأس التي يمر بها الكثيرون، في ظل انتشار العطالة والهجرات العكسية والحراك المجتمعي الكثيف، التي جعلت الاحتفال أيّاًَ كان وسيلة من وسائل علاج الإكتئاب، والخروج من روح الكآبة والتعاسة، التي تجعل من زخم الاحتفال، أو طقوس الممارسة علاجاً جماعياً، بإعتبار أنّ المصائب تجمع المصابين.
تقرير: مكة عبد الله: صحيفة حكايات
[/JUSTIFY]
يقول الشيخ د.كمال رزق:-(إن الإحتفال بالإستقلال الحقيقي لا يعني خروج المستعمر))….وهو صادق فيما قال بأن الإستقلال ليس هو خروج المستعمِر ،ولكننا نقول :_ إن الإستقلال الحقيقي هو < إخراج المستعمر عُنوةً وهزيمته > وهو ما تمّ بدخول الإمام محمد أحمد المهدي الحرطوم بعد أن هزم المستعمِر عام 1885. وكان هذا هو الإستقلال الحقيقي للسودان ، مع إحترامنا للرموز التي رُفِع علم السودان على أيديها في 1-1-1956م.أُحيل القارئ لمجموعة مقالات أستاذ عثمان ميرغني الواردة في جريدة التيار(من ضيّع السودان؟).
[B]يا شيخ كمال رزق لا 19 ديسمبر ولا 1-1 مش الحكومة بتتبجح أنوا فى شريعة لماذا لا يتم الأستغناء عن التقويم الميلادى وأستبداله بالتقويم الهجرى فى كافة مناحى الحياة وعليه يصبح الأحتفال به سنويا يوم 18 جمادى الأول من كل عام بطريقة أسهل الشهر الخامس 18-05-1436 صعبة دى[/B]
معظم السودانيين يحتفلون براس السنة والشباب يتجاوزون في الهذا اليوم حيث تكثر الرزيلة