أبشر الماحي الصائم

نافذة واحدة تكفي


[JUSTIFY]
نافذة واحدة تكفي

*يحتاج أصحاب المركبات لإزهاق يومين كاملين في مراكز الفحص الآلي لتجديد ترخيص مركباتهم، ولم يكن هذا مجرد زعم، بل هي تجربة قد خضت تفاصيلها المضنية خلال اليومين المنصرفين بمركز ترخيص شرق النيل.

* وأنا هنا مضطر إلى أن أكون بطلاً لمقالي لطالما كرهت عند الآخرين القيام باستمرار بهذه الأدوار، لكني بمثابة (شاهد شاف كل حاجة).

* غير أني أمتلك من المروءة ما يجعلني أسجل اعترافاً باهظاً بأن الأمور في هذا المركز تتحسن من سنة إلى أخرى، إلا أنه أمامها الكثير لتفعله ليصبح الأمر مثالياً وفق التقنيات والمعطيات الموجودة.

* ويبدأ الأمر في الصباح الباكر بوضع سيارتك في طابور السيارات المصطفة لتحفظ أسبقيتك، ولا حرج في ذلك.

* لكنك تحتاج في هذه الحالة إلى أن تترجل لتقف أنت صاحب المركبة في طابور آخر لسحب الأورنيك (الاستمارة) التي تقوم بتعبئتها.

* لكن عليك قبل أن تذهب لعملية الفحص الآلي أن تحصل على توقيع رجال السلامة = المطافيء= لتشتري (طفاية) بما يقارب المائة ألف جنيه.

* ويبدو أمر (الطفاية) هنا أمراً ديكورياً وفرصة لآخرين لتحصيل موارد، برغم التبريرات المهنية التي يسوغها أهل الاختصاص.

* واجه كثيرون مثلي عملية تعسف في استخدام (لوائح الفحص الآلي)، فلسوء حظي كان هنالك شق صغير أسفل الزجاج الأمامي دفعت ثمنه مرتين، مرة بخروجي من العملية برمتها وذهابي للسوق، ومرة بتسديد ثمن زجاج جديد لنج ما كنت أتحسب له، رسوم بعضها فوق بعض.

* ربما أن قانون الفحص والمرور العالميين يحتمان (سلامة كاملة) لكل جزئيات المركبة، لكني تمنيت على الذين يطبقونه في السودان مراعاة ظروف البلد الاقتصادية، أن يمتلك أفندي من أمثالنا عربة عبر عمليات تقسيط المصارف تعتبر نفسها معجزة!

* عاودت نشاطي عند الثالثة ظهراً والتحقت بصف الرسوم، وما أن فرغت من هذا الصف بعد تسديد الرسوم علمت بأن (رجال الضريبة) قد غادروا، وعلينا أن نأتي في اليوم التالي.

* عدنا والعود أحمد، وركبنا لجة البحر السواحله السماء كما يقول الكتيابي، وركبنا الصف الذي نهايته تسديد مئتين وخمسين ألف جنيه.

* الأمر بعد ذلك أكثر تنظيماً، عليك أن تسحب تذكرة مرقمة تحفظ أوليتك ثم تجلس على كراسي قد أعدت بعناية لراحتك، وهي الرحلة قبل الأخيرة التي ستستلم فيها شهادة بحث جديدة تؤهلك للسير في طرقات المرور لمدة عام كامل، بعد أن تترك كل جيبك في مركز الترخيص.

* مخرج أول.. إن تجاوزنا عمليات تضافر الرسوم وتعدد طرائق تحصيلها، وهو يومئذ صعب التجاوز، فإننا لا نستطيع أن نتجاوز ثقافة الاصطفاف أكثر من مرة لتسديد الرسوم، إلا يمكن أن نتخذ (نافذة واحدة) لتسديد كل الرسوم دفعة واحدة، رسوم الاستمارة والترخيص والضريبة والسلامة، وأي مصروفات أخرى، على أن توزع داخلياً تلك الرسوم بين الجهات المختلفة.

* مخرج ثان..

ألا يمكن أن يتنقل الملف بين الجهات المختلفة بدلاً من صاحبه، على أن تكون هناك نافذة أولى تتأكد من سلامة واكتمال كل المستندات والبيانات ثم يرسل الملف في رحلة ماراثونية تنتهي بالرخصة الممغنطة، على أن يرسل صاحب المركبة إلى صالة فسيحة فيها كل الخدمات، ولا يتحرك إلا بعد أن ينده اسمه.

مخرج أخير.. لطالما ما ذكرت (شاهد شاف كل حاجة)، سأخرج بمقولة أخرى من ذات المسرحية.. (هو أنا عارف أكثر من الحكومة)؟!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي