أبشر الماحي الصائم

جهاز حماية الأراضي.. كيف ولماذا


[JUSTIFY]
جهاز حماية الأراضي.. كيف ولماذا

*لمَّا كانت حكومة ولاية الخرطوم تستعين بمجموعة من الصحفيين بين يدي التحضير لانشاء (جهاز حماية الاراضي) الذي يديره الآن الجنرال الأشهر عابدين الطاهر، سجلنا يومئذ بعض التحفظات على تسمية الجهاز لكون هذا الاسم ارتبط في أذهان الجماهير بـ(الأجهزة الأمنية) التي نهضت على أدب استخدام القوة في سبيل تنفيذ أهدافها، غير أن هذه التسمية قد أُجيزت وعبرت وذهب الجهاز لأداء مهمته الوطنية الأسمى التي تتكامل أدوارها في مبدأ ترسيخ (ثقافة الجمال) وإشاعته بين الناس، وذلك لصناعة عاصمة متحضرة ونظيفة وشفيفة خالية من الأنقاض والتناقضات والاعتداءات على الطرقات والمخططات السكنية.

*لا أعرف على وجه الدقة كم مضى على إنشاء (جهاز حماية الأراضي الحكومية) التي شهقت فرعيات مبانية في محليات الخرطوم السبع، كما لا أعرف كم من الهجمات والاعتداءات على الأراضي الحكومية (المفترضة) قد جنبها البلاد والعباد، وفي المقابل أين وصلت مسيرة الجهاز داخل المدن والأسواق والأحياء من تسوير وتنظيم وترميم وفتح الطرقات وإزالة المعوقات.

*لكن الذي أدريه تماماً أن الشق الأكبر والأهم من مهام هذا الجهاز تتوقف على إدراك المواطن ووعيه وتفاعله ومساهمته في بناء (وطن حضاري) ينهض على قيم جمالية وأخلاقية، فالقيم الأخلاقية هي التي تعصم المواطن من الاعتداء على حقوق الآخرين بما فيهم حقوق دولته، والشق الآخر هو الذي يجعل طرقاتنا نظيفة.

*كنت ذات موسم دعوى أدير حواراً مع الشيخ المصلح عباس الخضر الحسين وكان وقتها يدير صندوق دعم تطبيق الشريعة، أو تذكرونه ، كانت خلاصة تجربة الرجل الخضر تختزل في (من الصعب إنزال أحكام شرعية على مجتمع غير شرعي في عاداته وممارساته، على إننا نحتاج للمزيد من التوعية حتى يسهل التطبيق.

*والشيء بالشيء يذكر، فالأصل في ممارساتنا السكنية الاعتداء على الطرقات ودفع الأنقاض خارج المنازل ورمي المخلفات على قارعة الطرقات، وذلك غير السكن في الأرض البور البلقع على غير شهادة ملكية وإنما على طريق الحيازات ووضع اليد.

*صحيح إننا لم نتلق تقريراً مفصلاً عن ما أنجزه الجهاز في الفترة الفائتة، لكن الذي نعيشه يومياً على قارعة الطرقات والأسواق والأحياء والأرصفة، يقول بأن هناك الكثير جداً الذي ينتظر وزارة الشؤون الهندسية برمتها وعبر جهازها بل كل أجهزتها.

*وأطربني جداً أن المهندس محمد نصر مدير عام وزارة الشؤون الهندسية يدرك أن ثورة الجهاز المرتقبة يفترض أأن يسبقها تحضير إعلامي جيد ومتقن، حتى نبلغ مرحلة أن ينادي في المدينة مواطن، يا ناس الجهاز تعالوا طهروني قد ارتكبت اعتداء على الطريق أو على الأرض)، على أن ديننا الحنيف يحثنا على ذلك، لكن (الثورة العمرانية النظيفة) تحتاج إلى حملة إعلامية منظمة، لتقتنع الصحافة أولاً بهذه القيم بمحاربة السكن العشوائي داخل الصحف، قبل أن نحاربها على الأرض. فعلى الأقل لازلنا في هذه الميديا نجري التحقيقات ونقيم المقالات الباهظة ونشيِّد الأعمدة الصحفية، تعاطفاً مع من يفقدون مساكنهم (غير الشرعية) فهنالك أناس قد امتهنوا ممارسة (وضع اليد) على الأراضي الحكومية التي هي أراضي الشعب السوداني..

*ليس هذا كل ما هناك ولنا عودة..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي