عبد الجليل سليمان

الحيثيات الأزهرية في اعتزال التنفيذية

[JUSTIFY]
الحيثيات الأزهرية في اعتزال التنفيذية

بطريقة بدت وكأنها احتفائية وتنطوي على بعض التباهي أُورد إعلان وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق أزهري التجاني اعتزاله العمل السياسي، إذ ورد في حيثيات الاعتزال التي صرح بها الوزير الأسبق للصحف أنه تخلى بصورة (رسمية) عن ممارسة العمل السياسي والتنفيذي، وتفرغ تفرغاً كاملاً لخدمة قضايا المجتمع التنموية والاجتماعية.
لم تكتف حيثيات الاعتزال (المُبدِعة)، بذلك، بل ذهبت إلى دعوة من أسمتهم بالدستوريين المعمرين أن يحذو حذو التيجاني بأن يعتزلوا ليخدموا قضايا الجماهير بالنزول إليها ومعايشة مشاكلها.
لا حول ولا قوة إلا بالله، من وزراء هذا الزمان، فما الذي حاق بالوزير الأسبق حتى (يخم) الناس كل هذا (الخم)، فيسمى اعتزاله رسمياً وكأن الاعتزال منقسم إلى فسطاطين أولهما ما فعله هو، وثانيهما (غير رسمي) ربما يفعله بعضهم ونحن لا ندري.
ليس هذا هو المدهش في بيان الاعتزال، فالمدهش والمثير للحنق أن التجاني قال إنه اعتزل العمل (السياسي والتنفيذي) ليتفرغ تفرغاً تاماً لقضايا المجتمع التنموية والاجتماعية، يا الله من هذه الحيثية (المكربة)، وكأن الوزير يعترف أن العمل السياسي والتنفيذي الجاري في السودان لا علاقة له بقضايا المجتمع التنموية والاجتماعية، لذلك على الذي يريد التصدي لهذه القضايا أن يعتزل العمل السياسي والوزارة (التنفيذية) حتى ينزل من عليائهما إلى الجماهير يعايش مشاكلها.
ورغم أنني لا أصدق أن أزهري التجاني اعتزل لأنه يريد خدمة غمار الناس، إذ كان أجدر به أن يخدمهم وهو في علياء أوقافه، لكنني أصدق أن الوزراء والسياسيين منفصلون بالفعل عن قضايا الجماهير الحقيقية، وها هو أحد (آل البيت) يشهد على ذلك.
الغريب في أمر وزراء الإنقاذ منذ ميلادها وإلى شيخوختها الراهنة، أنهم لا يفتأون يتشبثون بالكراسي حتى إذا ما أطيحوا (عنه)، تنكروا له ووصفوه بأبشع الصفات، وقالوا عنه ما لم يقله مالك في الخمر، فهو يحول دونهم وقضايا الجماهير ويمنعهم من معايشة مشاكلهم، والتصدي للقضايا التنموية والاجتماعية.
إذن وفيما لو اعتمدنا الحيثيات الأزهرية (رسمياً)، فإن على كل الحكومة الجارية الآن، التوقف والاعتزال فوراً حتى تتمكن من التصدي لقضايا التنمية، وإلاّ فما الداعي لها وهي لا تفعل ذلك.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. منذ فترة وأنا أفكر في حال السودان والسودانيين لو ماكانت هناك حكومه أصلا والناس عايشه فلت وعلي حل شعرها .. هل كان الامر سيكون أسوء مما هو عليه الان …

    هو الرئيس شغال شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟