زعماء العقود الخمسة: من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. تقارب أعمار الزعماء 80 عاما أو تخطتها.. إذاً من أين يستمدون شرعية خطبهم الممجدة للديمقراطية
ومنذ مدة ليست بالقصيرة، طغت على المشهد السياسي خلافات بين معسكرين في كل القوى السياسية بلا استثناء. الأول، تقوده الزعامات التاريخية. والثاني، يقوده شباب يتبنون شعارات إصلاحية ويجأرون بالشكوى من تكلس هياكلهم التنظيمية التي لا تكاد تعترف بهم، ناهيك عن منحهم الفرصة لإدارتها.
فبالنسبة لياسر فتحي، أحد أبرز شباب حزب الأمة القومي، فإن أي حزب في السودان الآن هو “عبارة عن حزبين، الأول للكهول، والثاني للشباب” ويتفق معه في ذلك محمد الفكي سليمان أحد شباب الحزب الاتحادي الأصل المنادين بإصلاحات في حزبهم بالقول: “بقاء هذه القيادات لفترات طويلة في مناصبهم ينزع عنهم الشرعية الأخلاقية فيما يتصل بحديثهم عن الديمقراطية”.
ويشير الفكي إلى عمق الأزمة في كل الأحزاب بما فيها تلك التي تدعي الحداثة في أفكارها وهياكلها قائلا إن “حزب مثل الحزب الشيوعي السوداني الذي بنى مجده السياسي على طرحه المناقض للبنية السياسية والاجتماعية القديمة في السودان يعجز بعد نصف قرن من الزمان عن تغيير سكرتيره السياسي في مؤتمره الخامس لنفس الإشكالات التي تعاني منها الأحزاب التاريخية”.
وبالمقابل، يرى المحلل السياسي محمد محجوب هارون أن الوضع في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أفضل حالا وهو يقارن أعمار الرئيس البشير ومعاونيه بالمهدي والترابي، حيث يقول هارون عن الأخير إن إبعاده عن قيادة تنظيم الإسلاميين الحاكم قبل 15 عاما “لم يتم عبر آلية ديمقراطية لنقل القيادة وإنما بقوة السلاح”.
وللتدليل على أن الوضع في الحزب الحاكم أفضل حالا يقول هارون إن الحزب “يديره الآن فريق شبابي، بغض النظر عن السلطة المفوضة لهذا الفريق” لكنه يعود ليؤكد بوجه العموم أن “الشباب حظهم ضعيف في قيادة هياكل أحزابهم مع تفاوت من حزب لآخر”.
ويعتقد محدثنا أن هذا الوضع “جزء من أمراض الحركة الوطنية حيث تتم ممارسة السياسة كمهنة، وبالتالي يكون السؤال: أين سيذهب هولاء إن تخلوا عن مناصبهم؟” لكنه ينبه أيضا إلى أن هذه التركيبة السياسية التي يسيطر عليها المتقدمون في السن “موجودة على مستوى الإقليم العربي والأفريقي ولا تقتصر على السودان”.
والحال كذلك، فإن السؤال الملح لدى الكثيرين هو: هل بمقدور الشباب إطاحة هذه القيادات التاريخية؟ والإجابة عند الشاب الاتحادي سلبية للحد البعيد، وهو يؤكد أن الشباب “ليس بمقدورهم فعل ذلك في الوقت الحالي لأنهم لا يمتلكون أدوات الصراع، إضافة إلى انفضاض مجايليهم من الشباب عن الأحزاب بعد يأسهم من إصلاحها”.
وعوضا عن ذلك فإن الخيار الأسهل كما يرى الفكي هو “بناء منظومات سياسية جديدة رغم ما يعترض هذه السكة من صعوبات جسيمة أيضا”. وليس بعيدا عن هذا الطرح يقول هارون بكثير من اليقين “شئنا أو أبينا، سننتهي إلى فضاء سياسي تديره الفئات الأحدث سنا، لأن ذلك هو سنة الحياة، لكن لا أستطيع الجزم بأن مساعي الشباب الإصلاحية ستنجح من داخل هياكلهم الحزبية القائمة”.
ومع هذه الحالة من اليأس وسط الشباب، فإن آخرين أكثر تشاؤما يؤرقهم ما يؤرق الشاب أحمد الماحي الذي هجر هو الآخر حزبه. يقول الماحي “الذين ينتظرون سنة الحياة لتمضي في هؤلاء القادة عليهم إخبارنا، هل بمقدور الجيل الجديد إسعاف الوطن من الأزمات التي أورثوها له؟ وقبل أن يسعوا إلى الإجابة عليهم مواجهة الأسوأ وهو نقل هؤلاء القادة لطباعهم غير المبدئية والأخلاقية إلى من هم دونهم من الشباب والشيوخ الأحدث سنا الذين ينتظرون بدورهم فرصة ربما لن تأتي أبدا”.
اليوم التالي
خ.ي
نتمني ان تعطي الفرصه للشباب لصقلهم و تحضيرهم للملرحله المقبله و عدم هضمهم لانه سيكون هناك عدم تزاصل اجيال و فراغ زمني و خبرات ضعيفه اذا ما استمر الحال كما هو عليه علي اسوا الفروض يكون هناك صف تاني و تالت و هذه سنة الحياة و ان يبادر الكبار لاستقطاب الصغار
و ان لا تكون هناك غيره و تسبيط لهمة الشباب و اقرب مثال ما حدث مع ابراهيم الميرغني كشاب متقض حيويه و يبحث عن فرصه لتعلم و يقدم شي
فما وجد من القيادي علي السيد سوي الاحباط و التشهير كانما هم انداد بدلا من احتوايه و مساعدته و هذا شي مخذي للاسف فمن سيقود الدفه بعد عقد من الزمن بهذه الطريه لا اري المستقبل الا قاتما كان الله في عون الاجيال القادمه