خاطرة كسيحة
تقيء جوفه.. اعتصر عصارات ألم.. أخرج كل عذابات الانسانية عندما لا تجد المسار الطبيعي لذلك الأيض النفسي.. حاله حال كثيرين عندما لا يعون ما هم فيه من تشخيص صحيح لما اصابهم من الآثم من المأثوم من الخاطيء من المعتدي..؟ ولم تنصب عليه بعد محاكم العدالة الداخلية.. صراع فائر في سراديق الاغوار.. لماذا «أنا دون ما أفعل.. لماذا اختصر كل الانفعال في خطوات باهتة من انا.. من هم.. أين مواقع أقدامي وآثارها.. والى أي واجهة اقود نفسي» وعندما لا تجدي الاجابات فتيلاً يترك نفسه لقرائن ما تمليه الوقائع والأحوال.. انسان مكلوم.. منفض من حوله السامر.. وحيداً في صحاري السعي.. ثم لا يملك الا ان يجتر بتواتر الأحداث.. هناك في الأركان القصية تتوالى الموضوعات لوحدها.. فيصب عليه التذكر زيت الخوف على نار الحاضر البائس.. وتستشف سرائب تنز سيولة الحدث.. وتفجر خواطر الحزن.. ونبل النية التي لم يكن يعرف انها ستقوده لهذه الوضعية المهنية المنهزمة.. نعم حوله الكثير من الوجوه التي هي في غالب أبعادها كالحة ومموجة الخطوط والملامح.. يذرف فيها بكائية الندم بلا ندم ففي خاطره الكسيح بيت مهجور وبئر معطلة واطلال تقول إن ما كان هنا لم يكن سهلاً بل كان ممتنعاً عن الحضور والغياب الترداد ورجع الصدى.. لم يكن أمامه ان يلوم نفسه فقد وقع ما وقع في كسر من ثوان.. أهوْ مدانٌ ام لا لكنه الآن في بحرية القدر وأمواج تلاطم الأقدار.. أينفعه أن يعترف أو يتسامى فوق جراحاته أم يحاول ان يشبع ضعفه بنيل بعض أهداف في مرامي الآخرين.. انهم مثله تماماً يقعون في ذات الأخطاء لكنهم لا يعترفون ولا يدخلون في مناصبة انفسهم المحاكمة والملاومة.. يضغطون على الأحداث كأنها لم تكن ولن تكن.. ثم لا يمنحون أنفسهم فرصة الاحساس بالخاطر الكسيح.. ويزحفون بلا هوادة مع اصحاب الثوب الأبيض بلا دنس ولا لوثة.
النت.. شارعقد يقول القائل لماذا التباكي على الوضع الذي أصاب بكل تفاصيل الحياة بحيث لم يعد مهماً ان تتدثر بالثوب أو تلتحف بملاءة.. هكذا فجر الشباب من هذا البلد على موقع تواصل على الشبكة العنكبوتية مشهداً بائساً لروحهم وعصارة نفوسهم مهنياً مذلاً لواقعتهم «التافهة» في ذلك المشهد الاغتصابي الذي تتمنى ان لا تراه وكفانا منه ما حكى في وسيلة اعلامية.. تحاول أن تعالج الموضوع بشكل ايجابي.. لا يمكن فقد طفحت بعد المشاهد التي يتلصص فيها «النت» على خصوصيات البشر عندما لا يظنون السوء في بعضهم.. رحم الله «صديقتي» التي دائماً ما تقول «النت زي الشارع.. لذلك ما تخلوا حاجاتكم في الشارع».
آخر الكلامالمساحة ما بين «الجوه والبره» لا تحمل الا الاناءة والتدبر بمثلما تكون الأمور في نصابها.. بقدر ما تكون أسهل انفلاتاً وطفحاً على سطح الأحداث سالبةً أو إيجابية اذا ما فرطنا في جانب ما.. «والنت شارع».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]