سبع صنايع والحظ ضايع
*وهذا ينطبق بامتياز على حزب المؤتمر الوطني الذي هو في وقت واحد دائماً (ربحان وخاسر) سبع صنايع والحظ ضايع.. كيف!
*انتزع المؤتمر الوطني نتيجة انتخابات أهم وأشرس نقابة مهنية، نقابة المحامين السودانيين، والتي طالما أعد وراهن عليها تحالف المعارضة كثيراً، ومن جهة أخرى..
*وما إن يُعلن عن نتيجة انتخابات كلية أو جامعة طالبية إلا ويعلن عن اكتساحها بواسطة (الطلاب الوطنيين).
*المؤتمر الوطني يدعو من قبل عام الأحزاب السياسية الاستعداد إلى الانتخابات القادمة، والأحزاب من جهتها تعلن من الآن أنها لن تذهب إلى تلك الانتخابات المرتقبة.
*تقول الأحزاب (لأن تلك الانتخابات ستكون مزورة)! وبالأحرى سيحصد المؤتمر الوطني الانتخابات القادمة ولو أتت مبرأة من كل عيب!
*وهذا المؤتمر صاحب الأغلبية في كل المنابر هو بالأحرى (ربحان وخاسر) في وقت واحد، بمعنى هو الذي يربح الأغلبية والانتخابات، لكنه على وسائط الإعلام هو الخاسر الأعظم!
*وإن شئت اقرأ صحف الصباح، كل الصباحات، المؤتمر الوطني يستحوز على السلطة ولا ذكر هنا لأية أغلبيات أو الإشارة إلى أي انتخابات وذلك وفق اللعبة الديمقراطية التي ارتضاها الليبراليون قبل اليساريين ثم الإسلاميين.
*رسم لوحة داكنة حالكة السواد من الفساد وتفصيلها في شكل جلاليب وتوزيعها بشكل خدوم ومكثف لدرجة لم يبق كادر من المؤتمر الوطني إلا واتخذ له جلباباً من ذلك الفساد المسطور!
*وهي الحالة التي قال فيها معالي مساعد رئيس الجمهورية البروف غندور (إن الفساد جلباب فصله آخرون بعناية ولبسناه) وعلى إثر ذلك كتبت هنا لسعادة المساعد غندور (ثوبك مفصل وجاهز) من الآن!
*وللذين يقرأون بتطرف، نعم هنالك تهم فساد! ولكن يفترض ألا تصبح التهم تجريماً إلا بأمر من المحاكم السودانية، أن ندفع بكل تهمة إلى القضاء وننتظر، ليكون (فساد النظام) في خاتمة المطاف هو مجموع ما صدر من الأحكام القضائية، وهذا ما لم يحدث.
*على أن تهم الفساد في مجتمع شفاهي ستسري سريان الهشيم في النار، وستذهب بسيرتها الركبان في الفرقان والبنادر والبيادر والصحاري والضهاري.
*على أن دماء مائة خروف لا تغسل التجريم المسبق، تنحر لكرامة براءة القضاء.
*الأزمة تكمن في (أطروحة الإنقاذ) الإعلامية من يومها الأول وحتى (يوم الفساد هذا) لم تستطع أن تصنع إعلاماً يوازي أغلبيتها ومكتسباتها.
*لهذا وذاك فإن (الأقلية الكبيرة) قادرة في كل المرات على هزيمة (الأغلبية الصغيرة) التي لا تملك رؤية إعلامية ولا هدى مهنياً ولا كتاب ميديا منير.
*والمشكلة أن الإعلام في يد الحكومة، وهي حالة أقرب لتراجيديا (دنيا لا يملكها من يملكها أغنى أهليها سادتها الفقراء.. والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء)!
*حتى الآن (الحكومة هي المجرمة) وإن حملة السلاح الذين يقتلون ويشردون هم المناضلون الشرفاء (والثوار الأحرار)!!
*والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا يذهب السودانيون في كل المرات ليصوتون (لصالح المفسدين)! ولو قلنا إن العامة لا يدركون فما (بال القانونيين وطلائع الخريجين المستنيرين)!
*(إن تهلك هذه الثلة المجرمة) وفي رواية الفاسدة، سننتظر بعدها (ملائكة الجبهة الثورية) يملأوا الأرض عدلاً ورحمة ونزاهة بعد ما ملئت جوراً..
*انتبهوا هنالك حملات للتشكيك في كل شيء الأفراد، المؤسسات، التاريخ، والجغرافيا، وأخشى أن تنتهي إلى العقيدة!
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي