*الدخول إلى عالم السياسة في السودان .. مربح وقد يغير عالم الداخل إليه .. من حال إلى حال ..؟
*مثلاً السيد (..) المشهور في عالم (القادمين) القدامى .. منذ ذلك اليوم (المعلوم) في تاريخ السودان الحديث .. مشهور بالمشاترة والكبكبة قبل أيامه تلك .. كان مديوناً مبلغ (45) جنيه ثمن سكر وزيت ودقيق .. كان يحب اللقيمات مع شاي الصباح والقراصة بالويكة .. أو الدمعة أو التركين .. أيهما متوفر .. كانت الأمور ماشة معاهو تمام التمام .. وعند (الزنقة) أول الشهر .. غالباً ما كان يتم التأجيل بخصم جزء من (الجرورة) .. على أن يأخذ ما يريد .. حتى أول الشهر القادم .. وهكذا ..!!؟
*حتى صبيحة تلك (الجمعة) المشهورة .. والتي لم يكن فيها (قراصة) .. بل تغير وجه التاريخ .. ومنها انطلق صاحبنا إلى عالم (التجارة) .. محاولاً أن يعوض ما فاته من سنين حرمان .. ونظرات صاحب (التعاون) و الدكان .. وانطلق ..!!
*بجانب حبه للقراصة .. أصبح يحب القطع المميزة للأراضي المميزة .. ويهوى بناء الأبراج الشاهقة .. أو الإشراف عليها .. وشيئاً فشيئاً تمددت أعماله .. يعاونه (صفوة) الأصدقاء .. والمروؤسين .. وصارت له محطات خارجية .. تمده بما لذ وطاب مما يريد .. محطات ما بين طرابلس .. دمشق .. وحتى موسكو ..!!
*كان متأكداً أن تجارته ستفوز ..(وتفور) .. وأن أعماله لن تبور ..؟!
*وكلو تحت مسمى الوطن ..؟! والناس يشاهدون .. ويهمسون .. مسكين الوطن ..؟
*السنوات تمر .. سنوات وسنوات .. كان كأنه يسابق الزمن .. أينما تولي وجهك في أنحاء العاصمة .. من جنوبها البعيد .. (جوار النادي العنيد) .. إلى شمالها جوار القنطرة .. إلى الطريق إلى تلك الغابة .. الخالية من التمرد .. (سوى اللصوص) .. يقال لك .. أن الأملاك التي تراها هي ملك له .. أو لسلالته .. أو لشركاءه ..
*والرائحة .. تعم أرجاء العاصمة .. بل والسودان .. وتتناقلها الأسافير .. ولكن لا أحد يسأل (والقسمة) والتقاسم .. يمنعان الكلام .. ولو إلى حين ..؟!
*يقال في الأخبار .. أن سلعة الغاز صارت نادرة .. أو شبه معدومة (جداً) كل الولايات تشتكي .. ويقال أيضاً أنها صارت تهرب إلى الخارج .. لا ندري خارج العاصمة أم خارج السودان .. (حتى نودع بحرارة كل أنابيبنا) ..؟!
*ويقال أيضاً أن تمدده التجاري وسطوته السياسية جعلتاه يفكر في دخول عالم الغاز هذا .. مع السيد (آلو) المدير السابق .. وانهما بصدد انشاء هناكر هناك في جنوب العاصمة .. ومحاولات للدخول في هذا المجال المربح .. لأن الناس لازم تأكل .. ويحتاجون للطبخ .. وإلا أكلوا (نيم) ..؟!
*وما حصل منه في سابق عهده .. وأيامه (كوم) .. وما نسمع عنه وبلغ نبأه الأخبار (كوم تاني) .. الناس تريد توضيحاً شافياً .. وكلاماً حاسماً .. عن حكاية (5) مليار دولار .. والتي من المفترض أن تدخل البلاد كما نتسامع .. كيف وصلت إلى غانا والدنيا سخانة .. ومن أين خرجت .. ولماذا تصل إلى هنا .. ومن هم وراء ذلك ؟! وما حكاية الطائرة .. التي ذهبت إلى هناك ؟! من صاحبها .. ومن الذي أعطى الجميع الحق لفعل ذلك ..!! وهل هناك قانون يمنع ذلك ..؟ أم أن هناك (مافيا) تفعل ما تريد .. وما يحلو لها ..؟! وإلى متى العبث بأمن البلاد وسمعتها .. والبلد بها (حريق) في أطرافها منذ سنوات .. تطاول أمده ..!!!
*ومشاكل وأزمات .. حتى صار (أمبيكي) يفهمها .. ويفهم أطرافها أكثر منا جميعاً .. وأصبح الوصول إلى (أديس أبابا) .. أسهل من الوصول إلى ..(شندي) ؟!!
*والغاز .. والدولار .. والدقيق والسكر .. والمواد البترولية .. وعائدات الصادر من كل السلع التي جعلت ذات يوم من السودان علماً اقتصادياً مرموقاً .. ويقولون أن هناك ذهباً .. نتمنى أن لا يذهب مع الريح .. كالبترول في أيامه الأولى الخوالي .. الذي يقول (السيخ الدكتور) عنه .. أيام الزعل .. أنه خرج من آبار عميقة .. ودخل إلى آبار أعمق ..؟!
*باختصار شديد .. هل السياسة .. وتاريخياً في هذه البلاد ما هي إلا تجارة ذات ربح وفير .. وعائد مجز ؟ .. أم هي من أجل التنافس الحر .. لخدمة شعب طيب (جداً) لا يستحق كل هذا العنت .. ولا حتى هؤلاء الساسة ؟!!
*كرهتونا .. المنقة بالشطة زاتو ..؟؟
*تلغرافات مستعجلة: ـ
(1) عام كامل منذ يناير الماضي .. ونحن في انتظار .. وقف الحرب وتحقيق السلام .. والمجتمع السياسي الحر ومحاربة الفقر .. وانعاش الهوية الوطنية ..
(2) لا وقفت الحرب .. ولا تحقق السلام .. والحرية أصبحت من الحقوق الأساسية لحيوانات السودان .. والفقر جعل (الفتاة) تسرق دجاجة .. والطفل يسرق الأنسولين لوالده .. أما الهوية الوطنية .. وفي ظل ظروف راهنة .. الله يستر وبلاش شرح أكثر..!!
(3)الحاجات الخاصة تكمل بسرعة .. أما العامة بطلوع الروح .. مثل الهيكل الأسمنتي الضخم المواجه لوزارة التعليم .. وليه يا دنيا ليه .. تاني شنو كده ما عارف ..؟!
*ويا طالع الشجرة .. جيب لي معاك (بقرة) .. (تحلب) تعشيني .. باليورو تديني
*(أما نحن) .. فلينا الله وعيشة السوق ..؟!
*هذه السياسة هي مثال .. والبلاد مليئة بغيره .. والله يستر علينا ..؟!
صحيفة الجريدة
