رأي ومقالات
هويدا سرالختم : من أجل السودان الوطن..!

أقولها بكل بصدق: عن نفسي قمة في السعادة بما أتابعه على المواقع الإسفيرية.. نعمة كبيرة تلك التي أوجدها لنا التطور التقني وأفرزتها العولمة.. فقد ساهمت بدرجة كبيرة في رفع الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي كذلك.. بيد أننا أحوج ما نكون لرفع الوعي السياسي وهو الأساس الذي تبنى عليه بقية أعمدة المجتمع.. فلن يستقيم الظل والعود أعوج.. ولم أكن يومياً قلقة على المتداخلين اليوم في المواقع الإسفيرية.. فالنسبة الأعلى منهم.. من المثقفين الذين يتمتعون بالوعي السياسي المطلوب.. جل همي كان يتركز في رفع هذه النسبة من الفئات الأخرى بعضهم أمي وبعضهم جاهل والبعض الآخر مغيب.. وقد نجحت مواقع التواصل الإسفيرية في الوصول إلى نسبة مقدرة من هؤلاء والأهم من ذلك السرعة الكبيرة والمجال الواسع والأسلوب السهل الممتع المتنوع الذي تتحرك به هذه التوعية الإسفيرية.. الآن الكاريكاتير والمسادير الناقدة يتم تداولها بين ربات البيوت والأطفال وهناك وسط الحقول والمراعي.. وفي مجتماعات السريّحة وعمال اليومية.. اليوم الكل يتحدث في السياسة.. نحتاج إلى المزيد من التوعية وتنظيم الصفوف.. مواقع التواصل حققت 50% من المطلوب ولكننا نحتاج إلى مزيد من الخطوات نحو الأمام.. المطلوب خطوات عملية تقف حائط سد منيع أمام الانهيار الذي تشهده البلاد.. وتحقق التغيير المطلوب في المشهد السياسي والواقع الخطير في البلاد.. أول خطوة: رفع وصاية الأحزاب السياسية والكيانات الانتفاعية عن الشعب والبلاد ويتم ذلك بقناعات وإيمان داخلي بأن هذا الوطن ملك لكل الشعب السوداني وهو الوصي الحقيقي على هذا الوطن.. الخطوة الثانية: ثورة الشباب ونزولهم الى أرض الملعب السياسي ويتم ذلك عبر كيانات سياسية ناشطة من الشباب حدودها كل ولأيات السودان بتنسيق واتصال “وكما سبق وذكرت التواصل الآن أصبح سهلاً”.. والمقصود بثورة حتى لا أتهم بالتحريض على الانتفاضة.. التصدي لكل القضايا المصيرية والتي تهدد هذا الوطن الغالي مثلاً: الدستور وهنا مطلوب من الكيانات المقترحة أن تتصدى للبنود التي تؤسس (للفرعنة) وضرب الشعب في مقتل.. بكل الوسائل التي يكفلها الدستور للشعب في الحق والعام.. القرارات الجائرة في حق الشعب والوطن.. التعدي على المال العام.. وفي هذا هناك نماذج عديدة مثبتة بالوثائق ولم يحرك المجتمع تجاهها ساكناً.. بعض الجرائم التي تحدث في المجتمع تجاه شخصيات عامة تجاهد من أجل هذا الوطن بعضهم اغتيل، وبعضهم اختفى تاركاً علامة استفهام، وبعضهم تعرض للأذى الجسيم.. وقضايا أخرى لمواطنين فقدوا أرواحهم بسبب حق التعبير وبعضهم فقدوا مصدر رزقهم وكرامتهم بسبب الوقوف في وجه الظلم والفساد وفي أحيان أخرى بدون أسباب..!!
هذه البلاد لن يخرجها من أزمتها غير شعبها من الشباب والمعاشيين والنساء في المقدمة فهن أقدر على صنع المستحيل..لا تنتظروا مباحثات أديس ولا الحوار الوطني ولا تنتظروا عودة الصادق أو الميرغني أو عودة الحركات المسلحة.. الشباب في الخرطوم وفي دارفور وفي شرق السودان وشماله وجنوبه قادرون على وضع الأمور في نصابها الصحيح.. تملكون العزيمة والشجاعة والإصرار تحتاجون فقط لمن يكسروا حاجز الصمت بتكوين أول كيان شعبي من أجل الوطن.
صحيفة الجريدة [/JUSTIFY]






