استشارات و فتاوي

سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ما حكم من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ويلجئون إلى البذاءة والفحش في خطابهم؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.

كثير ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يلجئون إلى البذاءة والفحش في خطاب من يخالفهم، وهذا أمر من القبح بمكان، ولا يستغرب الإنسان صدور ذلك ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، لكنه مستغرب إذا صدر ممن يدعو إلى الله تعالى أو يريد أن ينصر الدين؛ فيههات هيهات أن ينتصر الدين بمثل هذا؛ فإن المؤمن طاهر الجنان عف اللسان؛ ليس بفاحش ولا بذيء؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»

وأخبرنا أن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه، وأخبرنا أن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار، وأنه ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وأن الله يبغض الفاحش البذيء.

وقد أمرنا ربنا جل جلاله بأن نقول للناس حسنا، وأن نطهر ألسنتنا من البذاءة والفحش، وفي صفة نبينا صلى الله عليه وسلم في التوراة «ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح» فعلى المسلم أن يتقي كل كلمة قذعة خبيثة تذهب مرؤته وتنفر الناس من لقياه؛ وقد قال سبحانه {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} والله ولي التوفيق

ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ