منصور الصويم

روميو اليمن وجولييت الخليج

[JUSTIFY]
روميو اليمن وجولييت الخليج

يحكى أنّ بعض الحكايات والقصص التي تحدث يوميا وفي كل ساعة وتخص الناس العاديين في هذه البلدان؛ التي تقع ضمن دوامات الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية وحتى الوجودية، هذه الحكايات تضيع وتتبخر ما بين اللهث اليومي والقتل اليومي والضياع المتكاثف جغرافيا ومعنى مع كل صباح جديد؛ في أفريقيا والشرق الأوسط وبعض الشعوب الآسيوية، فما يحدث في هذه الدول ويزحم شاشات وقنوات الأخبار يجعل التركيز على خبر آخر أمرا استثنائيا، فما بالك لو كان هذا الخبر يتعلق بقصة رومانسية تنتمي بجدارة لقصص الحب الخالدة “روميو وجولييت”، “قيس وليلى”، “المحلق وتاجوج”.. تلك الأساطير العشقية العظيمة.
قال الراوي: حكاية العشق الحديثة التي تتحدى التفكك والحروب والتفجيرات والمجاعات وسرابية المستقبل في كثير من دول العالم الشرق أوسطي أو الأفريقي؛ حدثت بالضبط في اليمن، واليمن رغم مآسيه الآنية إلا أنه كان يسمى ولا يزال باليمن السعيد، وأهل اليمن تربطهم بنا (أهل السودان) علاقات ووشائج عظيمة، تتضافر مجتمعيا وفنيا وثقافيا منتجة لكثير من الحالات الإبداعية المتفردة… المهم الحكاية تقول ببساطة إن (بنتا) من دولة خليجية مجاورة لليمن، أحبت (ولدا) يمنيا توله بها وعشقها. التقيا في بلد البنت حيث كان يعمل الولد، ثم شاءت أقدار (العشاق) أن يصدر قرار بإبعاد الولد اليمني من بلاد البنت لعدم قانونية وجوده، فسافر على عجل (مبعدا) وفي القلب ألم العشق وتباريحه وأسى الفراق.
قال الراوي: قصة الوفاء الرومانسي لا تنتهي هنا بين العاشقين -الشاب المهاجر والفتاة ابنة البلد- بل إنها تبدأ من هنا، حيث تفاجئ البنت حبيبها حين تهجر كل شيء؛ بلدها وأهلها ومستقرها الآمن، وتسافر وراءه حتى بلده في دروب خطيرة محفوفة بالقنابل وأجساد القاعدة المتفجرة وطائرات الأمريكان التي تقتل بلا فرز دون طيار.. تخوض كل هذا وترضى أن يُزج بها في السجن وتتقبل كل شيء في سبيل الحبيب اليمني الذي بدوره يضحي بكل شيء ويتقبل السجن واتهامات الخطف و(عمل السحر) ويعلن استعداده للموت في سبيل حبيبته.
ختم الراوي؛ قال: نهاية الحكاية التي تتكون الآن تبشر بالسعادة عكس تراجيديا “روميو وجولييت” التاريخية، فالأمم المتحدة تهب البنت لجوءا إنسانيا، والمحكمة اليمنية ترفض دعاوى السحر والاختطاف، وتطالب الأسرة بتوكيل من ينوب عنها لإتمام الزواج.
استدرك الراوي؛ قال: الحب ما تحتاجه هذه الشعوب لا الدانات والتفجيرات ودجل الساسة.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي