شيء يعيد صناعة الخرطوم!!
> والمتحدث في الهاتف كان يطلب الأمان.
> والمكان المزدحم الذي يحدده للقاء يجعلنا نعرف أنه متمرس في عمل المخابرات.
> قال وهو يقدم آخرين معه
: نحن فلان.. وفلان.. قادة حركة التمرد في منطقة كذا.
> «وكانوا صادقين».
> وحين لا يجد الدهشة في وجهنا يقول.
> اتصلنا بك لأننا نعرف أنك لا تخون.
> قال.. نحن هنا منذ أسابيع نجوس الخرطوم نبحث عمن يستقبلنا كلهم يتشكك في أننا مزيفون.
«2»
> وبعض ما يجري تحت الخرطوم لإعادة تشكيل الخرطوم.. يتدفق.
> ومهرجان »إعدامات« قادة الجيش في الجنوب.. يعيد تشكيل الجنوب.
> وسلفا من هنا ومشار من هنا كلهم يبعث رسله إلى الخرطوم.
> كلهم يسابق مصيراً مظلماً.
> وحركات التمرد تبعث رسلها إلى الخرطوم.
> وما يجمع كل شيء «الجنوب والتمرد والغرب والحركة الإسلامية» هو أنها جهات تفور.. تبحث عن قيادات.. لزمان جديد.
«3»
> والأحزاب الهزيلة تفور.
> والحزب الذي يسلم مجموعة النقرز «250» ألف جنيه منتصف ديسمبر لإشعال الخرطوم في ليلة رأس السنة يفاجأ بالمجموعات هذه «تتمدد» تحت المدائن في ليلة رأس السنة.. وهي تتقيأ.
> لكن مجموعة أخرى تعمل.
> ومجموعة قطاع الشمال التي تقيم اجتماعها منتصف ديسمبر وسط حفل صاخب في الحارة «61» تحصل على ثقة قيادة الحركة حين تنجح في منع معلومات عاجلة من الوصول إلى الخرطوم.
> معلومات كانت تحذِّر من الهجوم على «السنطة».. والهجوم يقع.
> وتحت الحفل الصاخب مجموعة الحارة «61» تتلقى مخطط مناوي لهجوم «قادم».
> ومجموعة مناوي تتقدم للهجوم القادم وهي تجرجر «47» عربة لاندكروزر و «60» في المائة من الوقود الذي تحتاج إليه، وعربتين للنقل الثقيل.. وإمداداً طبياً بنسبة 50 في المائة.
> والمجموعة هذه تنقل
«30 دوشكا على 30 عربة، وعربتين بمدفع ثنائي/ ومضاداً للطيران ومدفع زوو/ ورباعيين على عربتين/ وثلاث مدافع أس. ابي. جي/ وخمسة بي/ وسبعة وعشرين مدفعاً آر بي جي/ و42 قرنوفاً/ و3 هاونات 86/ و4 هاونات 75».
> وأربعمائة وثلاثة وعشرين جندياً يتبعون الأسلحة هذه.
> هذا هو الجيش السري الذي يتسلل لعمل ما في غرب السودان.
«3»
> وسهر الحركة الإسلامية بعض ما يصنعه هو العراك الذي يشبه «جراحة الميدان».
> وبعض ما نحدث به الأسبوع الماضي يذهب إلى أن الأستاذ علي عثمان يتجه إلى رئاسة الجمهورية وإلى أن مجموعة نسميها هي من ينسج للسلطان علي عثمان عباءة العرش.
> والضجيج يرتفع.
> وبعض الاتصالات تجزم صادقة بأن
: السادة أسامة وأبو بكر وسناء حمد يلتقون في لقاءات الوطني.. نعم .. لكن لا حديث عن ترشيح أو تنقيح.
> والأحاديث تذهب لتنفي أن السيد نافع صنع أو قال وتنفي أن السيد قوش فعل أو قال.
> وتنفي.. وتنفي!!.
> والحكايات عن كل جهة نقصها «عند اللزوم» .. وجاليلو تلزمه المحكمة بنفي قوله إن الأرض كروية.
> وقادة الوطني يذهبون طائعين بينما المحبوب عبد السلام وعبد الله حسن أحمد «الشعبي» يشتبكان أمس في صراخ هائج.. تحمله صحف الأمس.. جزءاً من الهياج الآن في كل مكان.
> والمحبوب يقول إن كهول الشعبي الذين يقودونه منذ عام 1950م يجب أن يذهبوا.
> ونحدث.
> شيء جديد يتجه لصناعة الخرطوم الجديدة.
> أبرز ما فيه هو أنه صناعة لا يشهدها حزب من الأحزاب.. ولا التمرد!!
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة