احلام مستغانمي

خسرنا العقول.. وربحنا ” السيليكون ” (3) !

خسرنا العقول.. وربحنا ” السيليكون ” (3) !
تريدون أرقاماً تُفسد عليكم مزاجكم وتمنعكم من النوم ؟
في حملة مقايَضة النفوس والرؤوس ، قرّرت واشنطن رصد ميزانيّة مبدئيّة تبلغ 160 مليون دولار لتشغيل علماء برامج التسلُّح العراقيّة السابقين ، خوفاً من هربهم للعمل في دول أُخرى ، وكدفعةٍ أُولى غادر أكثر من ألف خبير وأستاذ نحو أوروبا وكندا والولايات المتحدة . كثير من العلماء فضّلوا الهجرة بعد أن وجدوا أنفسهم عزلاً في مواجهة الموساد التي راحت تصطادهم حسب الأغنية العراقية ( صيد الحمَام ) . فقد جاء في التقارير أنّ قوات كوماندوز إسرائيلية ، تضمّ أكثر من مائة وخمسين عنصراً ، دخلت أراضي العراق بهدف اغتيال الكفاءات المتميزة هناك . وليس الأمر سرّاً ، مادامت مجلة بروسبكت الأميركية هي التي تطوَّعت بنشر الخبر في مقال يؤكِّد وجود مخطط واسع ترعاه أجهزة داخل البنتاغون وداخل ( سي آي إي ) ، بالتعاون مع أجهزة مخابرات إقليمية ، لاستهداف علماء العراق . وقد حدّدت المخابرات الأميركيّة قائمة تضمّ 800 اسم لعلماء عراقيين وعرب من العاملين في المجال النووي والهندسة والإنتاج الحربيّ .
وقد بلغ عدد العلماء الذين تمّت تصفيتهم وفق هذه الخطّة أكثر من 251 عالماً .
أمّا مجلة نيوزويك ، فقد أشارت إلى البدء باستهداف الأطباء عبر الاغتيالات والخطف والترويع والترهيب . فقد قُتل في سنة 2005 وحدها ، سبعون طبيباً و العمليّات مُرشَّحة حتماً للتصاعُد ، بعد أن تمّ اغتيال سبعة من العلماء المتخصّصين في ( قسم متابعة إسرائيل والشؤون التكنولوجية العسكرية الإسرائيلية ) ، ليُضافوا إلى قائمة طويلة من العلماء ذوي الكفاءات العلميّة النادرة ، أمثال الدكتورة عبير أحمد عباس ، التي اكتشفت علاجاً لوباء الالتهاب الرئوي سارس ، والدكتور العلاّمة أحمد عبد الجواد ، أستاذ الهندسة وصاحب أكثر من خمسمائة اختراع ، والدكتور جمال حمدان ، الذي كان على وشك إنجاز موسوعته الضخمة عن الصهيونية وبني إسرائيل .
أجل خسرنا كل هذه العقول .. لكن ، لا خوف على أمةٍ مستقبلها في ” السيليكون ” !

الكاتب : أحلام مستغانمي