سؤال للشبخ عبد الحي يوسف: ﺯﻭﺟﻲ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ولا يريد أن يعمل ما حكم ذلك؟؟
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ …
ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﻟﻲ ﺑﻨﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺒﻠﻰ ﺍﻵﻥ، ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻲ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﻲ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻭﺃﺻﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﻛﻠﻞ ﻭﻻ ﺑﺨﻞ، ﻟﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺘﻪ ﻟﻠﻌﻄﺎﻟﺔ ﻳﺤﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﺑﻐﻠﻈﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﺑﺨﻞ ﺑﺸﺊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻠِّﻎ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻃﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﺎﻉ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺍﺗﺮﻛﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄﺗﻪ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﺠﺒﻚ ﻋﺠﺒﻚ ﻣﺎ ﻋﺠﺒﻚ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺎﺗﺢ.
ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺻﺮﻓﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻜﺜﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻄﻠﻴﻘﻲ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺩﻓﻌﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻌﺖ ﻭﻧﺰﻓﺖ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻲ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ، ﻭﻋﺪﺕ ﺇﻟﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻲ ﻓﻬﺎﺗﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ﻭﻃﻠﻘﻨﻲ، ﻭﻗﺎﻡ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻣﻌﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻲَّ ﻛﺎﻟﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺻﻔﻌﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﺑﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍً، ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﻒ ﻭﺃﺷﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻨﺎ، ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻴﺼﺮﺥ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻲ ﺃﻧﻈﻒ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻔﺘﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﺇﻧﺘﻲ ﺑﺘﻨﻈﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﻂ، ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺻﺮﺧﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ؟ ﻭﺍﻧﺎ ﺃﺩﻓﻊ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ! ﻓﺼﻔﻌﻨﻲ !! ﺃﻧﺎ ﺣﻴﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎﺫﺍه ﻟﻮﺃﺧﺒﺮﺕ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ؟ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺮﺿﻲ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ؛ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻪ ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺛﺮﺍﺅﻫﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ { ﻟﻴﻨﻔﻖ ﺫﻭ ﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻌﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﻓﻠﻴﻨﻔﻖ ﻣﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ } ﻭﻗﺎﻝ { ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻟﻪ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻭﻛﺴﻮﺗﻬﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ } ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ” ﺗﻄﻌﻤﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻃﻌﻤﺖ ﻭﺗﻜﺴﻮﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻛﺘﺴﻴﺖ، ﻭﻻ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻻ ﺗﻘﺒِّﺢ” ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻘﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻘﻚ ﺣﻴﻦ ﺃﻫﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻌﻤﺪ ﺍﻷﺫﻱ .
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻜﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﻃﻠﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ،
ﻭﺃﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﻦ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻛﻒُّ ﺍﻷﺫﻯ، ﻭﺇﻻ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻟﻚ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ