رأي ومقالات

صلاح أحمد عبدالله : كده.. كده.. يا التروللي .. وبدون سكر كمان.. لأسباب اقتصادية.. (أو فنية).. أو مرضية.. وكفاية جداً (السكري)؟!!

[JUSTIFY]* للجيل الجديد.. وبعد انهيار بنيات أساسية كثيرة في هذه البلاد.. بفضل حكماء وعلماء (الإنقاذ).. وأياديهم الطاهرة المتوضئة أبداً.. (التروللي) عربة سريعة الحركة.. تسير على قضبان السكة الحديد.. في عصرها الذهبي.. لتحمل المهندسين والفنيين لإصلاح أي خط أو قطار.. وده كان زمان.. أيام (جوز) الحمام (ثلاثة) ونصف.. وكيلو الضأن.. معاهو (½) كبدة زيادة.. لأن ثروتنا الحيوانية على قفا من يشيل وتشيل (القفة).. وتذهب إلى المنزل قرير العين هانيها..!!
* ده كان زمان.. يا معلم.. ويا حليل زمان..؟!!
* الآن تغير الحال.. خاصة في (ربع القرن) الأخير هذا.. تخرج من المنزل بعد صلاة الصبح.. لتجد لك مقعداً في بص الوالي.. أو حافلة يأخذ كمساريها حق المشوار (دبل).. بعد أن يقسم خط السير.. إلى نصفين.. مثلاً من شارع واحد بالحاج يوسف يقول.. الحلة (حلة كوكو).. وبعد أن ينزل الركاب هناك.. يصيح فيهم وبقرب رجال المرور.. عربي.. عربي.. وكأنه يتلذذ.. ويتلذذون بهذا النزول والصعود من معاشر (الشعب) الطالع ونازل.. في وسائل الركوب هذه..!!
* تكون يا عزيزي قد شربت الشاي (سادة).. وبدون لبن.. لأن رطله أصبح بالشئ الفلاني.. في أراضٍ زراعية خصبة وحيوانات (لبونة) تغطي عين الشمس.. وبدون سكر كمان.. لأسباب اقتصادية.. (أو فنية).. أو مرضية.. وكفاية جداً (السكري)؟!!

* الحافلة تسير بك.. في طرق محفرة.. تحيط بها الأوساخ وأرتال القمامة من كل جانب.. بعضها يفيض بالروائح التي تشير إلى الحال الإداري.. والسياسي أيضاً.. وإذا كنت تعمل في الحكومة.. ولم تكن مؤتمراً وطنياً.. أو مداهناً.. أو تجيد عمليات كسير التلج ببراعة.. فتتوقع أن يصلك ذلك الخطاب (الظريف) الذي يجعلك تطير مباشرة إلى منزلكم العامر.. وتبدأ رحلة من (مساككة) الحقوق.. وأمراض (الغبن) والألم.. من ضغط دم.. وسكري.. واحتمال حبس بول.. طارئ..؟!!
* وفي نفس الوقت.. قد يصل إلى موقعك هذا.. أحد (شبابهم).. وأنت تعرفه (ثعلبي) الوجه.. حاد النظرات.. ذو رائحة مميزة لا تدري كنهها.. له بضعة شعيرات لامعة أسفل فكه.. يجئ هذا (الشخص) مترقباً.. يظهر فجأة من عدم الزمان.. في بداياته يكون (نحيفاً).. مبهدل الشكل والهندام.. وتمر السنوات عليه.. فيصبح مكتنزاً لحماً وشحماً.. ولوناً بمبياً جميلاً.. ويزداد لمعان وبريق الشعيرات التي أسفل الفك.. وبالتجربة والممارسة وأفكار المحيطين به يصبح أكثر أناقة.. وبالبلدي.. أو الأفرنجي.. وينسى أو يتناسى عراقي الدمورية.. والبنطلون الذي كان يظهر (العراقيب) الخلفية.. في تلك الأحياء الشعبية.. وشوارعها البعيدة والخلفية..؟!!

* وتتغير السيارة.. لتصبح أحدث موديلاً.. وفخامة.. بل تصبح سيارات.. للزوجات والأولاد.. وسيارة خاصة للخدمات السريعة لكافة أفراد الأسرة.. والمنزل الذي كان يتزاوغ من (المطرة) في الخريف.. يصبح عدة منازل حديثة بكل المستلزمات.. وبدلاً أن تكون الإجازات في البلد (ديك).. تكون خارج الوطن.. (دبي) في البرج الفخيم.. أو جنوب شرق آسيا.. حيث المساج وتطرية الجلد.. استعداداً لبذل المزيد من الجهد.. من أجل الوطن.. والأسرة الكريمة.. ومستقبل الأولاد..؟!!
* قال (أحدهم).. ذات مساء وهو صديق لهذا (المتربع) في العرش والوظيفة.. إنه تناول العشاء معه ذات مساءً أولاً غاصت أرجله في سجاد وشعر (بكلكلة) في بطن رجليه.. الإضاءة في الحيطان والسقف.. جعلت الليل نهاراً.. قال.. يبدو أن جمرته الخبيثة كلفته الكثير.. أو كلفت الدولة.. أكلنا أشياء عرفت منها اللحم المشوي الطري.. وحاجة كده.. فيها رائحة سمك.. والباقي كنت آكل ساااااااااااااآي.. أما التحلية فكانت فاكهة.. وعصير برتقال ومانجو بااااااآرد.. المثير أن (التحلية) حضرت أمامنا في عربة (تروللي).. دون أن يدفعها أحد.. وكأن شخصاً (ما) يحركها بالريموت كنترول.. حتى وقفت أمامنا.. (من طابقين).. فوق التحلية.. وتحت الشاي والقهوة..
* المهم.. دفست بطني شديد.. وقلت للفتاة الأجنبية التي كانت تشرف على الخدمة (باقي الأكل دااااك) لفيهو وختيهو في كيس.. خلي الأولا يهيصوا الليلة بدل البوش.. كان (هو) يضحك.. انصرفت بعد أن أوصلني إلى الباب الكبير.. ودس في جيبي ظرفاً أبيضاً.. شعرت بثقله وهو يهبط بسلام..؟!!
* طبعاً دايرين تعرفوا المبلغ كم؟.. أبداً ما هي (قرووشنا) ورجعت.. العاجبو عاجبو.. والما عاجبو.. يحلق ….؟!!
* في الطريق كنت أدندن بلحن شهير.. كده كده.. يا التروللي!!

صحيفة الجريدة[/JUSTIFY]