فدوى موسى

اولاد العنف!

[JUSTIFY]
اولاد العنف!

العنف لا يولد الا العنف.. والدم لا يتأتى الا بالدم.. هالني المشهد المرعب المخيف لذلك الرجل «المسيحي» وهو يأكل لحم اخر «مسلم» في افريقيا الوسطى انتقاماً لزوجته الحبلى وشقيقتها ورضيعتها الذين قتلوا بايدي مسلمين خلال العنف.. ومنظر هذا المتشفي يبعث على الحزن الدفين فما ان وجد فرصة في قتيل مسلم الا واستدعى المشهد القاتل حينما قطع اولئك رضيعه وزوجته وشقيقتها مما حدى به حرق الجثة واكل ساقها.. الشاهد ان التشدد والاسلام المتطرف والهوس الديني وحالات التكفير واصباغ الاحكام لا تعطي الاسلام الا لبعض من ظلمات الاحاسيس وغبن التعاطي مع الاخرين.. فمن اين يتأتى هؤلاء بالقدرة على شحذ العلاقات الغاضبة جداً واستثارة مشاعر الكره والبغض لدرجة اكل اللحم.. وما اصعب حتى التشبه بأكل اللحوم البشرية ناهيك عن ادراك الفعل ذات نفسه.. قد يكون القتيل او القتيلة في الحالتين لا ذنب لهم الا انهما ضحايا احاسيس بذوات منحرفة تسيء للمعتقدات بل للرسائل السماوية.. متى يفيق البعض من سكرة التلبس المفرط بالدين في اشكاله غير المعتدلة.. وكم هو الاسلام متزن وحر ونزيه من مثل هذه الترهات التي تقوم وتقود بلا شك الى الكراهية الغير قابلة للعودة.. فهل من طريق لتبييض وجه الصورة الذهنية للدين بلا اصباغ رداءة النفوس التي تفهم اي معتقد منحرفاً.. اذن مثل هذه الحالات تفرخ العنف والحقد ما انزل الله بها من سلطان.

صورة نمطية!

بالمقابل حفل الكثيرون بالصورة المتعارف عليها للشخص المتدين.. اللحية والسبحة الجلبان.. كأنما ان الرجل أو المرأة المتشددة أو الشخص المتدين الشيء ا لذي يجعل البعض يندهش ان رأى امرأة او رجل حديث الملبس والخطاب يمثل قالب للقيم والمثل الانسانية الاسلامية ليس في سفور مظهري بقدرما هو احتشام عملي.. وحتى لا يفهم البعض الكلام على محامل غير محاملة والاصل ان الملبس والمظهر المحتشم يخفي المفاتن ويعطي الانسان مظهر القبول وعدم الترهب والغلو فالله جميلاً يحب الجمال والتبسم والسماحة في وجه الاخر صدقة.. «صديقتي» تقول ان حديث عهد بالاسلام كان حضوراً لخطبة بمسجد ظل فيه الخطيب يرهب ويخيف ويرعب كأنما كل ما يقوم به السامعون حرام في حرام فما كان من الرجل الا ان قال «معقول بس الدين كده.. والله ربنا ارحم منكم» بالتأكيد بلظة اخرى اكثر عامية ذات نفس الدلالة.

اخر الكلام

كثيرون يسيؤون للدين باسم المظهر وترك الجوهر وروح الدين.. الدين المعاملة.. الدين السلوك.. الدين السماحة.. والسودانيين في عامتهم مسلمين ومحبين وصوفية بلا غلو ولا تطرف يا اخوانا الدين ساهل ما صعب.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]