سعد الدين إبراهيم

تلك الظاهرة

[JUSTIFY]
تلك الظاهرة

ظاهرة اجتاحت مدينتنا للمرة الثانية .. لكن هذه المرة الظاهرة أكبر من حيث الكم والكيف معاً .. وذلك إن الرجل والمرأة وحتى الطفل ينظرون إلى المرآة تظهر أقفيتهم عوضاً عن وجوههم في المرة الأولى تكتمنا عليها .. وظللنا نضرع بالدعاء إلى الله أن يعيد الأمور إلى نصابها .. سهرنا .. بكينا .. بايدٍ ضارعات للمولى أخذنا نهتف : رحمتك رحمتك .. انجلت الظاهرة ونسيناها كعادتنا .. نسينا أمرها فعادت الآن وبكثافة .. بل إن تكرار الظاهرة سيخلق قدراً من التوالف معها .. ومن ثم قبولاً وذلك سيجعل التقاعس في حل المشكلة جائزاً .. ويطول أمد الظاهرة..

استمرت الظاهرة ونتج عنها حسن هندام الأقفية مع إهمال للوجوه للمقدمة .. وظلت المآلات تلفت نظر أهالي المدن الأخرى .. ولقد تسرب خبر الحكاية .. مما ينبئ بأن بيننا طابوراً خامساً ينقل أخبارنا ومشاكلنا عندما طال أمد الصراع بيننا وبين الظاهرة قررنا عمل سمنار حول الظاهرة .. دعينا له علماء المدينة والمثقفين فيها والفنانين والأدباء .. وتحاشينا أن يظهر في الإعلانات أي تنبيه أو إشارة إلى الظاهرة حتى لا تتسرب إلى المدن المجاورة فتصبح نقطة ضعف تستخدم ضدنا .. لذلك كانت الدعوة مبهمه .. سمنار مناقشه تلك الظاهرة .. وأعدت على ذلك النحو الأوراق .. سيكولوجية تلك الظاهرة !.. تلك الظاهرة بين الوهم والحقيقة.. حقوق الإنسان وتلك الظاهرة ؟ تلك الظاهرة وآهٍ من تلك الظاهرة.. وعقد السمنار وكان ناجحاً وقد نوقشت الأوراق بحرص باهر .. وموضوعية لافته للنظر .. مماحدا بالجميع أن

يدعو إلى مؤتمر تلك الظاهرة تكون الورشه نواته وتنفيذ المقترحات المقدمة ديدنه .. وقامت لجان .. مالية وثقافية .. وفكرية .. ولجنة للنوايا الحسنه .. بجانب لجنة الإعلام واللجنة القانونية واللجنة العلمية .. ولجنة تسيير عمل اللجان .. ولجنة تنظيم عمل اللجان بجانب لجنة الضبط طبعاً .. ولدت اللجان لجاناً .. واستمر العمل على قدم وساق تمخض عن المؤتمر توصيات نفذ أهمها وهو عمل وزارة لتلك الظاهرة .. وأصبحت وزارة تلك الظاهرة من الوزارات المهمة.. فالعمل فيها دؤوب ومستمر .. واللجان تصل الليل بالنهار .. والناس يلهثون في إخلاص وتفانٍ .

فجأة شرطنا الضحك .. إذ اكتشفنا إنه ومنذ عدة شهور اختفت الظاهرة وأصبحنا نرى وجوهنا في المرآة مع تقدير شديد ودراية تامة بوضع أقفيتنا بل وربما تعتبرونني مبالغاً إذ قلت لكم إننا أصبح الحنين يعاودنا لرؤية الأقفيه بدل الوجوه ..

ولما شرطنا الضحك حتى إنه لم تبق في جسدنا مساحة إلا وعليها شَرطَة ضحك (شرطة بفتح التاء وليس بضمها) .. لذا لزم التنويه أصبحنا لا نهتم مازلنا نحتفي بوزارة تلك الظاهرة وبانجازاتها الرائدة..

فيما بعد : عندما طولت الحكاية تغيرت فقط العناوين .. فأصبحت وزارة متابعة تلك الظاهرة.. درء آثار تلك الظاهرة .. لا لعودة تلك الظاهرة تحوطات لعودة تلك الظاهرة .. درء آثار تلك الظاهرة .. بل إن المكابرين طالبوا بإنشاء وزارة جديدة تحت مسمى وزارة تلك الظاهرة والمستقبل!
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]

تعليق واحد