رأي ومقالات

الطاهر ساتي: إكتملت عمليات توسعة الحرم، وعادت الحصص إلى دولها كاملة وبلا نقصان ومن الطبيعي جداً أن تعود حصة السودان كاملة فلماذا يسافر الوزير والوفد المرافق؟ ( حساب ولا كوار ؟)


:: قبل أن يكتشفوا أمره، تعاطى الباحث أنفاساً من وارد كولمبيا، وتقدم بطلب لمدير مؤسسته طالباً تمويل بحثه العلمي لما فيه فائدة المؤسسة والبشرية، فأستجابوا لطلبه ودفعوا كل المبلغ المطلوب وإجازة – بكامل الراتب والمخصصات – لمدة عام..وبعد عام من الغياب في عالم اللاوعي، كان طبيعياً أن يعود ويقدم مشروعه البحثي لمديره مرفقاً معه إستنتاج علمي مفاده ( هذا وقد أثبتت الدراسة أن النساء الحوامل هن الأكثر عرضة لإحتمال الولادة)..ولأن القانون لا يحمي الحمقى، لم تجتهد المؤسسة في إسترداد (مبلغ التمويل)..!!
:: وبالتأكيد، لن تستوعب وزارة الأوقاف والإرشاد درس القصة إلا ضحى الغد، أي بعد ضياع مبلغ تمويل سفر الوزير و الوفد المرافق له.. فالأسبوع القادم – حسب الخبر باليوم التالي – يصطحب وزير الأوقاف والإرشاد وفداً رفيع المستوى إلى المملكة السعودية لإجراء مباحثات مع السلطات هناك حول زيادة حصة السودان في بعثة الحج، وذلك بعد تقليص حصة السودان عقب إنفصال الجنوب من (40.000) إلى (32.000)، ثم إلى (26.000 )، وتم التقليص الأخير في الموسم الماضي لحين توسعة الحرم..هكذا الخبر، وليس فيه ما يُدهش غير سفر الوزير والوفد المرافق له إلى السعودية – لإكتشاف ما هو مكتشف بالفطرة – بتمويل من الخزينة العامة..!!
:: لم يحدث في تاريخ السعودية أنها فاوضت دولة على حصتها، فالسُلطات هناك – منذ عهود – لا تُحيد عن نظامها الراسخ في توزيع الحصص لكل دول العالم بما فيها دولة السودان.. لكل مليون نسمة (1000 تأشيرة)، هكذا معادلة توزيع الحصص، ولم – ولن – تتغير..وعندما كانت كثافة السكان بالسودان قبل إنفصال الجنوب مقدرة ب (40.000.000 نسمة)، كانت حصة السودان من تأشيرات الحج (40.000)..وبعد إنفصال الجنوب، وتقلص الكثافة السكانية إلى ما يعادل تقريباً (32.000.000 نسمة)، كان طبيعياً أن تتقلص حصة السودان إلى (32.000 تأشيرة)، وذهب الجنوب بحصته (8.000)..!!
:: وفى الموسم الماضي، خصمت السعودية (20%) من حصص دول العالم لحين إكتمال توسعة الحرم، فلتقائياً تقلصت حصة السودان إلى (26.000 تأشيرة)..هي معادلة حسابية وأرقامها دقيقة للغاية، وأرقامي تلك تقديرية بحيث لم تشمل (المئات والعشرات)، كما تفعل السلطات السعودية.. فالتوزيع يتم بالحساب، وليس ( كوار) أو ( حوار) و( كوراك)..وفي هذا العام، إكتملت عمليات توسعة الحرم، وعادت الحصص إلى دولها كاملة وبلا نقصان (20%)، ومن الطبيعي جداً أن تعود حصة السودان أيضاً إلى (32.000 تأشيرة)..فلماذا يسافر الوزير والوفد المرافق؟، ولماذا تمويل سفر الوفد لإعداد معادلة رياضية معروفة النتائج كما نتائج ذاك الباحث في عالم النساء والتوليد..؟؟
:: المهم، تنظيم الحج بحاجة إلى مسؤولين ب(حجم المسؤولية)..وقبل السفر إلى السعودية – لإكتشاف ما هو مكتشف – كان يجب التفكير في تقليص حجم البعثة الرسمية المرافقة للحجاج، والعدد (1000 تأشيرة)..وكان يجب التفكير في إلغاء ما يسمونهم بالأمراء الذين يحجون على حساب الشعب، وأعدادهم مهولة ( أمير لكل 45 حاج)، وأن تكون الأمارة طوعية و يتم إختيارهم من الحجاج..وكان يجب التفكير في توفير فرص الحج لمن لم يحج كما تفعل ماليزيا وغيرها، بدلاً عن توفير الفرص للآلاف التي تحج كل عام ..وقبل كل هذا، يجب التفكير في إلغاء تمويل هذا السفر، ما لم يكن سفراً بغرض ( الخج) و ليس ( الحج) ..!!

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. و الله ياريت يفهم المسؤوليين ما تكتب ي الطاههر
    خمج وبلاوي ومظاهر مخجلة للبعثة السودانية وأنا صاحب تجربة.
    كفاية عبث بعقول وأموال الشعب
    الأمراء عالة والله على البعثة
    لا هم ناس دين ولا ادارة
    إرسخوا في البدع في بلد الوحي
    وسايطين الادارة
    في النهاية تلقى الحجاج شايلين الشيلة براااااهم