العبثية!
كم هائل من الجدليات والارتجالات نمارسها في حياتنا اليومية بوعي أو بلا هذا المدعو وعي.. لحظة ما هي فارقة في تسلسل ايامنا.. إن ملكنا فيها انفسنا استطعنا ان نعرف اننا قادرون على صناعة ذواتنا وتذويب كتل الجليد المتراكمة في احساساتنا المقهورة بالخوف والتوجس من الغد الذي هو في رحم القضاء.. ماذا يعني ان تكون على قدر من الجبن والارتجاف في عالم غير ثابت.. أرضه رمال جائلة ومتحركة.. ونفوسه مترعة بالعلو والهبوط الاضطراري.. هب أن المعادلات اختلت على ارضك ودون مقدمات وجدت نفسك مثل آخرين في عداد الممتحنين بولايات الانفلاتات والعنف والحروب وغيرها.. لا تملك الا الاذعان للواقع.. لذلك أعقلها وتوكل.. اعلن انفلاتك لنفسك ومارس الطقوس الداخلية لامتصاص اقسى درجات الصدمات.. بتأكيد ذلك أفضل مئة مرة من العبثية التي تجد نفسك احياناً كثيرة تدور في فلكها.
٭ بله الغائب!
لأننا ما زلنا في دول العالم الثالث.. وما زال خيالنا قاصراً عن التعامل بالمنهجية والعلمية.. نصدق بعض الافتراضات أو ما يجنح به البعض نحو التأويلات.. قبل فترة قيل إن السيد رئيس الجمهورية يعد مفاجأة جعلت الكثيرين يقولون إنه ربما ستكون حكومة انتقالية أو ربما يحدث حراك كبير.. وربما وربما ثم ظهر «بله الغائب» ليقول إن البشير سيحكم المزيد من الأعوام وما بين بله ومفاجأة الرئيس واحلام الكثيرين.. ويعلن مساعد الرئيس إن المفاجأة هي منهجية جديدة يشرف عليها الرئيس بنفسه.. والأصل أن العلة تكمن في المنهجية والنظام المتكامل لها وليس الاشراف المباشر في حد ذاته والاصل ان تراتيبية الانظمة توصي بأن يكون هناك مجال للانقاذ اذ ما أحكم اختيار النظام بكل هياكله ومهامه وليس بالضرورة ان يكون الأعلى مقاماً فيه قائماً على الكبيرة والصغيرة بالتأكيد لابد أن يكون قدحه في بناء نظام ومنهج.. ولا اعتقد أن هناك دهشة.. الا ان جاءت المفاجأة بتطلع الجموع الممكونة وصابرة وآملة.. وان لا تكون المفاجأة مفخخة العبارات مفرغة الجوف.. خاصة وأن الكيانات السياسية خارج إطار الحكم لا تثق ولا تعول على الدعوات المتكررة للحزب الحاكم لتدارس امكانية التوصل لتشكيل حكومي يسكت أصوات التعارض وتشبع رغبات الواصلين للحكم.. لذلك ولاشياء اخرى تظل هناك تجاذبات متواترة حتى الرسو بسفينة المفاجأة عند حدها المأمول.
٭ آخر الكلام
العبثية والفوضى التي نرتجل بها بعض ايقاعاتنا في المحراب الخاص.. تحتاج لاختراق ودهشة ومفاجأة.. وإن كان لابد من مفاجأة فلتكن من العيار الثقيل..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]