ضياء الدين بلال

ليست (قذرة) يا مو!


صديقنا محمد عثمان إبراهيم الكاتب بـ(السوداني) المعروف في قائمة الأصدقاء بـ (مو)، تناول في أول مقال له بعد عودته من السودان إلى مقر إقامته بأستراليا حال العاصمة الخرطوم.
صديقنا (مو) شن هجوماً قلمياً شرساً على مستوى النظافة والأوضاع الحضرية بالعاصمة وألحق ذلك بنقد لاذع للوالي دكتور عبد الرحمن الخضر.
صديقنا الأكبر محمد محمد خير تصدى بالرد على (مو) ودافع عن الوالي الخضر وما يبذله من مجهودات.
(مو) عقب على مقال (محمد خير) .
أعجبني السجال الودود بين الزميلين، اختلاف في وجهات النظر إلى درجة التضاد وتباين في التقييم ولكن في سياق محبة واحترام متبادل.
اذا سمح لي الصديقان بمداخلة، فإنني أرى أن (مو) تطرف جداً في تقييم الأوضاع الحضرية بالخرطوم.
صحيح توجد سلبيات وقصور في كثير من الجوانب ولكنها لا تصل إلى حد الوصف بأنها عاصمة قذرة ومتسخة!
صحيح هي بمقومات ومواصفات المدن الأوربية والأسترالية قريبة من تلك الأوصاف.
الواقع الديمغرافي المفروض على الخرطوم تنوء عن حمله العواصم، مع انهيار اقتصاديات الريف واشتعال الحروب في الأطراف ونزوح الملايين إليها من المستحيل أن تصبح الخرطوم بنظافة أديس أبابا و أسمرا أو بورتسودان !
لا تخطئ العين وجود مجهودات حقيقية لترقية الخرطوم حضرياً وعمرانياً منذ سنوات المتعافي إلى فترة الخضر الحالية.
قبل خمس سنوات تصديت بالرد على دكتور حيدر إبراهيم علي، حينما قال “على قناة الحرة الأمريكية أن…… الخرطوم عاصمة قبيحة”!
على صديقنا (مو) ألا ينظر للخرطوم بعين السخط التي تبدي المساويا ولا نطالبه بالنظر إليها بعين الرضى التي هي عن كل عيب كليلة.

الخرطوم عاصمة ظلمتها الجغرافية ولم تنصفها السياسة، هي غير نظيفة على ما يجب أن تكون عليه العواصم ولكنها ليست قذرة ولا تشبه مدن الصفيح على زعم صديقنا مو!

زيارة أبوظبي
بحسابات السياسة والاقتصاد زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لدولة الأمارات كانت من أنجح الزيارات الخارجية.
أمر مؤسف محاولة البعض التقليل من شأن الزيارة باختزالها في تفاصيل صغيرة.
الزيارة في حد ذاتها اختراق مقدر في وقت عصيب، الرئيس البشير لم يزر الأمارات منذ 2008، وفي الفترة الأخيرة حدث توتر صامت تضررت منه كثير من المصالح.
تتأذى مصالح المواطنين قبل الحكومة بسوء العلاقة مع دولة مهمة ومركزية مثل دولة الأمارات.
أغلب النشاط التجاري السوداني يتم عبر دبي، أكثر من ثمانين ألف سوداني مقيمون بدولة الأمارات.
الحكم على الزيارات بالنتائج لا بالمقدمات، والعودة لعلاقة طبيعية ومثمرة مع الأمارات لن تتم بعملية انتقال سريع وكامل.
مشكلتنا دائماً رفع سقف التوقعات والأماني إلى مستوى أعلى من حدود الممكن والمتاح، لذا فإن حدثاً صغيراً قادرٌ على إصابتنا بالإحباط!
إذا لم يكن هناك تقدم في العلاقة ما كان للزيارة أن تتم في الأساس.
‏مقارنة زيارة البشير بزيارة جعفر نميري في السبعينيات مقارنة متعسفة لا تراعي منطق التأريخ ولا حسابات الراهن.

من مصلحة الدولة السودانية الحفاظ على علاقة متميزة مع كل دول الخليج أو على الأقل الاحتفاظ بعلاقة خالية من التوترات والعكر السياسي.

(الصراحة راحة)!

من أنجح اللقاءات التي تمت خلال زيارة رئيس الجمهورية ووفده المرافق إلى دولة الأمارات لقاء رجال الأعمال الأماراتيين ممثلين في الغرفة التجارية والصناعية لأبو ظبي.
ما كان أكثر إقناعاً للمستثمرين بجدوى الاستثمار في السودان هو عكس تجربة شركة أمطار الأماراتية في الزراعة بمنطقة الدبة وما تحقق فيها من نجاحات.
شركة أمطار قدمت فيلماً قصيراً عن المشروع منذ التأسيس إلى الحصاد وجد اهتماماً ومتابعة من الحضور باعتبار من رأى ليس كمن سمع.

عدد من المستثمرين لهم مشاريع في السودان تحدثوا بكل شفافية ووضوح عن معوقات الاستثمار.
تحدث البعض عن بعد المشاريع الزراعية وعدم توفر البنى التحتية و نقص الخدمات وتعقيد الإجراءات ونزاعات الأراضي وعن الجمارك.
الوزراء المرافقون للرئيس قدموا معلومات وتطمينات كبيرة للمستثمرين.
الأهم من إقناع المستثمرين وجذبهم إلى السودان هو الحفاظ عليهم حينما يحضرون وتشجيعهم على الاستمرار.
انطباع مقتضب لمستثمر واحد قرر الفرار بماله من السودان بإمكانه نسف كل مجهودات الجذب والتشجيع!

صور:
صورة كبيرة من زيارة الرئيس للامارات- صورة محمد عثمان ابراهيم- مصطفى عثمان


تعليق واحد

  1. بل هي عاصمة قذرة و كونها مقصد لكل اهل السودان الهاربين من تردي الخدمات والنازحين من اهوال الحروب التي تقودها الدولة ضد مواطنيها لا يعني ان نخلق تصنيفا” جديدا” لنظافة عواصم الدول التي تعاني حربا” اهلية !!.

    هي زيارة كارثية بكل المقاييس , الأمر لا يحتاج الى تبرير يكفيك تصريح وزير الخارجية بعد الزيارة و الذي كان اشبه بتبرير بدلا” من تصريح .