انصرافيات
قال الخواجة والعهدة على الراوي، «إنكم تتركون الموضوع الأصلي وتبذلون جهداً كبيراً في التفاصيل الجانبية»، عندما رآهم يهمون في إنجاز نشاط مهم ضمن مسؤوليته بلا حماس يركزون فيه كل جهدهم وحماسهم في فرعيات الأمر.. فعندما يجمعهم لتداول الأمر فإنهم غالباً ما يتباينون في الآراء والاعتداد بها.. ولكنهم يتفقون على تفاصيل الضيافة والوجبة والشراب مما جعله يعتقد أن هؤلاء الأكثر انغماساً في التفاصيل الجانبية الأقل أهمية في جدول حياتهم العملية.. وحقاً اذا ما نظرنا الى تداولنا مع الأحداث الحياتية اليومية نجد أننا انصرافيون الى حد ما.. فإذا نظرنا الى قضايا الوطن الكبيرة مثل قضية الوحدة أو الاستفتاء التي على ضوئها سيتقرر مصير السودان بين الوحدة والانفصال.. وبين المليون ميل مربع وتجزئتها.. نجد أن توجهات انصرافية ما بين التنازع على الموارد وما بين مصير السودان كدولة «كانت» أو «لا زالت» تحوي سحنات والواجهات الآفروعربية وتنوعات الموارد.. وحقاً أن أي إهتمام من قبل السادة الساسة والقادة بأي ملف بصورة أكثر أهمية من هذا الملف.. يعد نهجاً انصرافياً.. فهل حقق قوله «الخواجة».. هؤلاء القوم، أم أن شيطان التفاصيل هو الاقوى.
٭ ماشي ولا جاي!: حالة من الإرهاق أحسست بها على مدى ثلاثة أو أربعة أيام.. جعلتني لا أفرق بين ما هو وارد وما هو صادر.. وماثلت حالتي من الإرهاق حالة «زوجة المغترب التي تعاني فرط الراحة»، حيث تستيقظ فتلحظ زوجها وهو يتأهب للذهاب للعمل وهو واقف أمام «دولاب الملابس».. أو تستيقظ وزوجها يعود من الدوام الثاني لتسأله وهي تدفع النوم عن عينيها «يا زول جاي ولا ماشي الشغل؟».. حيث أدخلني الرهق في تساؤلات من شاكلة «يا ربي بكرة السبت واللا الأحد» حتى يعطيني إحساساً بأن غداً «راحة».. وكأنني أتوسل الأيام حتى تكون على إيقاعي الذاتي.. ويا ربي «أنا جاية واللا ماشة»..
آخر الكلام: انصرافياتنا لنا فيها فنون وتخصصات.. بعضنا أدمن العوم حتى الشواطيء الآمنة.. وحالة الرهق التي تصيبنا تجعلنا «نذهلل» حتى الإفاقة!
مع محبتي للجميع