جمال علي حسن

فضيحة القنصلية.. وفيديو الصحفي الكبير


مثل هذا الاعتداء الذي تعرض له المواطن أسعد التاي داخل قنصلية جدة حسب روايته المتداولة والمنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي هو الذي يتسبب في مطابقة المعنى بين وصف (سوداني مهاجر) و(سوداني معارض) للنظام وشاتم للحكومة في صبحه ومسائه..

وأعرف الكثير من السودانيين الذين كانوا قبل هجرتهم من السودان يتخذون موقفاً سياسياً محايداً أو إيجابياً أو متوازناً تجاه الحكومة لكنهم وبعد أن استقر بهم المقام في ديار المهجر هنا أو هناك تأثر الكثير منهم بموجة السخط المتألق في مجالس أهل الغربة بل تأثر بعضهم بمواقف المعارضة وتعاطفوا معها خاصة وأنهم يتواجهون بحالة مقارنة مفروضة عليهم بين تعامل تلك الدول مع مواطنيها وحرصها على وضع تشريعات لحماية واحترام المواطن خاصة في نوافذ تعاملاته مع المؤسسات الحكومية وبين تعامل المؤسسات الحكومية داخل وخارج السودان مع جمهورها من المواطنين..

وضع الشخص غير المناسب في واجهات الحكومة ونوافذ التعامل مع الجمهور ليس أمراً يخص وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية وحدها، بل هو موضوع عام نكاد نتواجه به في كل مكان حتى في مطار الخرطوم حيث يستقبلك موظف المطار بوجه عابس وباستعداد مبدئي لإقامة (شكلة) معك بكل تفاصيلها وعنفها اللفظي في أية لحظة تتوفر له فيها نصف فرصة..

لكن نقول إن ما حدث للمواطن أسعد التاي هو أخطر من كل هذا الذي نتحدث عنه لأنه ليس مجرد سلوك فردي من شخص واحد حتى نستوعبه في سياق الموقف المعزول ولا نبني عليه أحكاماً أو مؤشراتٍ محددة..

الحادثة وحسب رواية التاي اشتركت فيها مجموعة من الموظفين بدرجات وظيفية متفاوتة وبالتالي هو سلوك جماعي.. أقرب إلى أفعال العصابات وليس المؤسسات الدبلوماسية المحترمة في بلد به عشرات الآلاف من المواطنين السودانيين المقيمين فيه..

وللحقيقة كان رد فعل وزارة الخارجية السودانية حتى الآن أكثر من جيد بكونها تفاعلت بسرعة مع القضية وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى حول ماتعرض له المواطن أسعد التاي من طاقم القنصلية السودانية بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وننتظر النتائج .

لكن تظل المؤشرات مقلقة جداً وتطرح تساؤلات مهمة أولها: لماذا كل هذه الشحنة النفسية السالبة شحنة الغبن تجاه مواطنين بسطاء أو غير بسطاء لكنهم هاجروا من الوطن طلباً للرزق وتحسين أوضاعهم المعيشية في أرض الله الواسعة؟..

هذه الشحنة النفسية السالبة تجاه السودانيين المهاجرين والعاملين في الخارج أراها تزداد ولم تظهر فقط في حادثة التاي بل ظللنا نلمحها من خلال شواهد أخرى مختلفة.. أبرزها مقطع فيديو كان متداولا ً على الوات ساب خلال الفترة الماضية مأخوذ من حلقة برنامج تلفزيوني لصحفي كبير وأستاذ لنا جميعا لكنه كان يتحدث بلغة جارحة ومسيئة لشريحة المغتربين في الدول العربية بأسلوب وعبارات مؤسفة جداً وكأنه يعيش في كوكب آخر ولا يفهم أن معظم المغتربين هاجروا تحت ضغوط اقتصادية ومعيشية هائلة جعلتهم يغادرون أرض الوطن ويتحملون ظروف الاغتراب ليكفوا أهلهم وأبناءهم وأسرهم شر الفقر والعوز والحاجة.. يكفلون آلاف الأسر السودانية البسيطة وطلاب الجامعات فهل يستحق أمثال هؤلاء من مؤسسات الدولة ومن مثل هذه المنابر الإعلامية الإكرام والتقدير أم هذا النوع من الإذلال و التحقير..؟!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. اقول ليك حاجة لجنة التحقيق هذه يتم تشكيلها عادة من امنجي والمدير الاداري وهو سفير امنجي ومدير شيون العاملين امنجي ومدير الامن في الخارجية وبع كده احكم كيف ستكون نتيجة التحقيق يااستاذ