النار تأكل بعضها
* النجاح الذي يتبعه فراغ حاد أشبه بالنار التي تُخلِف رماداً..!
* ضخت مسرحية (النظام يريد) الدماء في عروق المسارح ونفخت الروح في جسد (الخشبة)، ثم سرعان ما عدنا لليباس والبيات الشتوي وبعض العروض الفقيرة التي تساهم بشكل فاعل في تشريد الناس..!
* كنا نأمل أن يكون نجاح مسرحية (النظام يريد) التي ضمت مجموعة من نجوم فرقة الأصدقاء المسرحية بداية عودة لـ(الأصدقاء) فبعد أن كانوا (فرقة مسرحية) أضحوا (فرقة وشتات)..!!
*السؤال لا يزال قائماً: (متى سيرتق أعضاء فرقة الأصدقاء المسرحية الفتق ويرممون الصدع ويجمعون الشمل ويعودون -كفرقة- أكثر إبداعاً مما كانوا.. فالأصدقاء يعتبرون الفرقة المسرحية الوحيدة التى صمدت لأكثر من ربع قرن من عمر الزمان والتهمت نيرانها المتوهجة كل الفرق المنافسة ولم يبق في المشهد المسرحي في إحدى الفترات أحد سواها، ولكن المؤسف حقاً أن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله..!!)
* نظلم مكارم بشير عندما نقول إن مد الأصوات النسائية المميزة قد توقف، كما أن إبعاد شيرين عبدالوهاب عن (دائرة القابنا وتشبيهاتنا المحلية) يمثل أفضل إنصاف لريحانة الأغنية العربية..!!
*لا للمخدرات..لا لفتح الأبواب أمام أرباب الفساد.. ولا وألف لا لمقارنة فهيمة بالحناجر منزوعة التطريب والتأثير والقيمة..!!
*غياب (أسرار) منح (أشباح المطربات حق الغناء (جهراً)..!!
*بالمناسبة: لا يزال السؤال عنها متكرراً بالرغم من أن الفنانة الاستثنائية أسرار بابكر فضلت أن تعيش كـ(زوجة) داخل جدران بيتها بدولة الإمارات العربية وفارقت بـ(كامل رغبتها) عالم الفن ولو إلى حين.. تفرغت أسرار لبيتها وهذا (بالطبع) من حقها رغم الخسارة التي خلفتها تاركة الساحة لمغنيات (الضجيج والميك آب والهجيج)، ونأمل أن نسمع (صاحبة راحت عليك) وهي تشدو مغردة في القريب العاجل، ففي الليلة الظلماء نفتقد قارورة عطر مسموع مالكة لـ(أسرار الغناء)..!!
*(جبال الأطلس…سلسلة جبال لبنان الغربية…ونجوى كرم) من أهم المرتفعات بالمنطقة العربية..!!
* نجوى كرم (مرتفعة) بما تقدمه من أعمال عالية القيمة والقامة.. و (شامخة) بمنتوجها الفني الرفيع، و (شاهقة) المكانة لما تتمتع به من صوت (جبلي) يزلزل أوتاد الثبات ويدغدغ الوجدان ويشنف الآذان ويطرب الأبدان..!!
* (شمس الأغنية العربية) لا تزال تشرق إبداعاً وطلاوة وتطريباً مؤكدة أن موهبتها الفذة لا تعرف الانزواء والإفول والمغيب..!!
* ما يميز نجوى كرم عن معظم المغنيات اللائي ملأن شاشات الفضائيات ضجيجاً أنها تجيد الغناء وتعرف سحر الأختيار وروعة الاصطفاء..!!
* ورغم أننا نكتب اليوم على طريقة (المختزل) المفيد ونكتفي ببعض (الكبسولات) فإن (جبلية) نجوى كرم تقودك لتسلق مرتفعات دهشتها صخرة فصخرة فتتمدد مساحتها على الورق، ولكن إن كان لابد للقلم من توقف فليكن بوقفة مع رائعتها (أنا مين) التي يشدني فيها مقطع يقول :
(أنا مين لو سألوني
أنا مين بقولم انت
انا من ضلوعك شالوني
من يومي الإتكونت)..!
أنفاس متقطعة
* التناقض :
هو إيراد معلومات جديدة تتنافى مع تلك القديمة التي ذكرتها قبل فترة وجيزة دون أن يكون هنالك تغييراً طرأ على الشخوص والأحداث.. ومقصلة التناقض تجز رقاب الذين يدلون بتصريحات عن أحداث وأسماء وفق مصالحهم في لحظة إطلاق التصريحات، ثم سرعان ما يبدلون آراءهم وإفاداتهم كما يبدلون ملابسهم بعد حدوث تغيير في التعامل مع الأشخاص، أو سد الأبواب في وجوه المتناقضين مما أفقدهم الأمل في الوصول الى منافعهم الذاتية وأطماعهم الشخصية.. وتتجلى صورة التناقض عندما يقول فنان رأياً (فنياً) عن زميله ويصف صوته بالمحدود والعاجز عن التطريب، لتتحسن العلاقة الشخصية بينهما فيخرج ذات الفنان ليحدث الناس عن صوت زميله الذي يدغدغ وجدان الجمادات قبل الاحياء ويسمعنا معلقة كاملة عن قدرة (من انتقده بالأمس في التطريب والإبداع والغناء)..!!
* الفراغ :
هو ترك الحديث في القضايا الحيوية والكتابة عن قصور المحليات وتدني الخدمات الإجتماعية..!!
* العبث :
مطالبة لاهث عن الحياة ومادياتها الرخيصة للإلتفات لـ(حرمة ميت) في الوقت الذي يتدثر فيه (الراكض خلف سراب المنفعة) بإدعاءات (الحب والحرص) مع أن المجتمع من حوله يراه عارياً من القيم التي يتحدث عنها ووحده من يظن نفسه استطاع خديعة أناس ينظرون اليه بكثير من الشفقة والتبرم والضيق والإشمئزاز .
* الجحود :
إشهارك لسيوف النكران في وجه من يعلم الناس جميعاً أنه طوّق عنقك بـ(الاحترام والواجب والإحسان).. الجحود هو أن يقف الجميع معك بينما تقف أنت لتقول على الملأ أن لا أحد ساندك ناسياً أن الآذان التي تسمعك الآن بإهتمام والأيادي التي تصفق لك في وجودك هي نفسها التي ستمنح الإصغاء لمن يعرفون الحقائق الكاملة عندما تعطيك ظهرها وحينها ستصفق الأيادي دهشة وذهول وتلعثم الشفاه بـ(لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
* النُبل :
أن تسمع همهمات الجاحدين وتدوسها بكريم المواقف الي حين.. والنُبل أن تحترم غائباً بالصمت حيال مواقف سخيفة لحاضرين..!
نفس أخير
ولنردد خلف الراحل المقيم مصطفي سند:
بيني وبينك تستبين مخالبي
وتسيل من شدقي الدماء
وحش أنا غول خرافيُّ العواء
تحوى توابيتي دقيق الموت تزحف من سراديبي
ثعابين الشتاء..!