فدوى موسى

إحداث الصدمة


كثير ما نكون في غيبوبة إحساس معين، يصعب علينا أحياناً الخروج من قبضته بالسهولة، مالم يحدث شيء أشبه بالزلزال أو الصدمة.. رغم أن الصدمات أحياناً تمثل خطراً داهماً لارتباطها بتداعيات ما بعدها.. لأنه ربما كانت نتائجها أعلى من معدلات الواقع البسيط الذي جرت عليه معطيات الحالة التي كانت تستدعي إحداثها.. لذا نحتاج لصدمة للاستيقاظ أحياناً من حالة الانغلاق على الذات، أو الإغراق في اتجاهية اقتصائية تبعدنا من جو الحقائق المجردة، التي ربما لا تصادف هوى في أنفسنا أو رغبة دفينة نؤطر بها معالجاتنا لعللنا، حتى نخلص إلى واقع محتمل وجيد وقابل للتطوير.. رغم أننا ذلك أصبح مفهوم الصدمة من مسلمات الحياة، خاصة عندما تجد من يقول «إن كل شيء أصبح محتملاً… أو كل شيء جائز.. لا دهشة»، ثم أن الصدمة ارتبطت بالنواحي السيئة وعلل الصحة باعتبار أن عافية الإنسان هي محل امتحانه وابتلائه.. وتبادر سؤال من شاكلة هل هناك صدمة إيجابية.. بالتأكيد العبرة بالنهاية التي تؤدي إليها من نتيجة، أن كانت سعيدة أو حزينة، أو ترتب عليها نوازع خير أو شر.. «وحماكم الله من صدمات الشر».

أجواء ساخنة:

لا تركن الأجواء إلى هدوء أو إلى عاصفة، ربما بات كل شيء محل التغيير باعتبار صفة الحراك للحياة.. بدأت أجواؤنا تحمل دلائل وعلامات الصيف الحار، والغبار العالق نهاراً، وربما تحناناً بنا يمارس المناخ بعضاً من ألاعيبه القدرية من «بارد ساخن»، يجعلنا أحياناً أسرى لمزاجيات مختلفة، ويفرض علينا حيرة «هل المناخ من يطبع على حياتنا بعض سمات الترحاب أو بعض موجات الإحساس بالتقبل أو البعد عن صفاء وكدر الذهن» إن كانت الإجابة المطلقة نعم.. فإن باب المناخ يمثل فرضية كبيرة جداً في الحياة الجمعية للناس والخاصة أيضاً.. «صديقتي».. دائماً ما تقول عبارتها الموسمية على مقادم الصيف، «الليلة قافلة معاي قفلة شديدة من يجي الصيف دا مزاجي بيتعكر»، ومداً وجذراً على إحساسها هنا وهناك تتشكل صور سوداوية للمناخ لارتفاع حرارة الجو، التي ترفع معها معدلات كثافة الناس في احتمالهم لأنفسهم ولبعضهم البعض في الشوارع والمركبات ومواقع العمل.. بوادر «السخانة».. إن كنت ممن يتعاملون مع النقل العام تعرفها من احتكاكات الركاب في برلمانهم المتحرك.. مع السائق، مع الكمساري، مع الركاب بعضهم البعض.. دائماً هناك فرصة لملاحظة الأثر والتأثير والتأثر.. المهمة أن هناك مؤشر للارتباطات السلوك مع الطقس والجو والموسم.. لست من خبراء الإرصاد، لكني أكاد أميز أن صيف هذا العام سيكون «حار حار جداً» ونحن النسوة لنا مع الجو الساخن موجدة خاصة، أنها تأخذ منا الكثير، ولا أقول أكثر من ذلك «حمدو في بطنو».. المهم كلما أوغلنا في دروب الطقس الخارجي تداخلنا مع الطقس العام والمناخ.. أما الارتباط ما بين الأجواء الطقسية والأجواء السياسية والاقتصادية والأحوال الاجتماعية، لها من يعرفها ويقدرها بالتالي من يفتي في فك أو تواثق ارتباطها مع بعضها البعض.

آخر الكلام: حتى حالات الرضاء والقناعة بالوضع لها مصطلحات شائعة بين الناس، تربطها بحسها ونبضها للتو وصلتني هذه الرسالة «مسطول.. سطلة شديدة.. الدنيا سخنت «لكنه عديم احساس».. لقوه قاعد في التلاجة.. سألوه «ليه الدنيا حارة قدر دا».. قاليها.. لا ..لا لكن أم الشباب قالت دايرة واحد مرطب»… « إن شاء الله دائماً مرطبين».