إضاءة شمعة في ظلام ” القمامة”
*من المعضلات المقلقة للمواطنين، خاصة في ولاية الخرطوم معضلة النفايات التي فشلت المحليات والشركات القائمة على أمر جمعها في معالجتها بصورة جذرية، وظلت تشوه وجه العاصمة القومية وتهدد صحة البيئة والمواطنين معاً.
*إطلعت على نيأ تدشين مشروع تعزيز إدارة النفايات الصلبة بولاية الخرطوم بحضور والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر وسفير دولة اليابان في السودان هيدكي إيتو الذي يهدف لرفع كفاءة جمع النفايات في الولاية عن طريق تحديد وقت وموقع لجمع النفايات ورفع الوعي العام بهذا الأمر.
*نحمد لليابان تبنيها هذا المشروع الحيوي وتقديمها منحة للسودان لتنفيذه عبر شراكة سودانية يابانية لنقل التكنولوجيا وتطوير المهارات في هذا المجال الحيوي، مستلهمين في ذلك الحكمة الصينية : لاتقدم لي سمكة وإنما علمني كيف أصطاد، كما قال السفير الياباني في حفل تدشين المشروع يوم الثاني عشر من مارس الحالي بالخرطوم.
*هذا المشروع المقرربدء تنقيذه في محلتي الخرطوم وكرري ويستمر لفترة ثلاث سنوات يستحق المساندة والدعم، وبهذه المناسبة يمكن الاستفادة من تجارب الاخرين في العالم ، بل ومن تجاربنا “الماضية” عندما كانت براميل القمامة توضع في أماكن معلومة في الشوارع بالأحياء والأسواق والمواقع الرئيسية، وتأتي عربات المحلية لجمعها والتخلص منها خارج المدن.
*في أستراليا كما في كل بلدان العالم المتقدم يوجد نظام لجمع القمامة في براميل معدة لذلك ومصنفة حسب طبيعة القمامة، فهناك براميل أعطيت لوناً معيناً لجمع الفوارغ مثل العلب والزجاجات و.. الخ وبراميل أعطيت لوناً اخر لجمع النفايات الأخرى، تفرغ بصورة راتبة أسبوعياً، وبعضها يعاد تدويره صناعياً.
*هذا عدا حرص الحكومة الأسترالية على تشجيع قيام البيوت الخضراء التي تسهم في المحافظة على صحة البيئة ، علماً بأن هذه البيوت الخضراء موجودة في السودان خاصة في الريف والقرى حيث توجد مساحات للحدائق والنجيلة، وبيوت القطاطي التي يمكن تطويرها وبنائها داخل البيوت كما فعل البعض عملياً داخل الخرطوم نفسها.
*لاحظت أيضاً أنهم في أستراليا يصنعون خشب الصندل في شكل أعواد أقرب لحجم” السيجار”، تستخدم في مكافحة الحشرات إضافة للرائحة الطيبة التي تنبعث منها داخل الغرف، وهو أمر يمكن العمل به في السودان.
*هذه محاولة لإضاءة شمعة في ظلام القمامة .. عسي ولعل.