مأوى الصحفيين
في رحلة بحثهم عن الحقائق والمعلومات ربما دخل الصحفيون في فقدان الراحة والاستقرار والحصول على الأسياسيات للحياة المعروفة بالحقوق الأولى للحياة الكريمة من شرب ومأكل ومسكن ومواصلات وكهرباء وترحيل.. و.. لعل إيجاد السكن والمأوى يمثل هاجساً للجميع إذا لم يجدوا ما يحقق لهم تأمين ذلك الجانب والمنزل، مهما كانت درجته فإنه المرجع والمآب في نهاية يوم من السعي الحثيث والتعب اليومياتي.. اتفق البعض أو اختلفوا حول مشروع اسكان الصحفيين الذي يتباه اتحاد الصحفيين، فإن المحصلة للمشروع إيجابية جداً.. جداً.. ولو عمل مسح بسيط للذين استفادوا من هذه الخدمة لظهر بجلاء جدوى المشروع الضخم، وكم هي محبطة لحظات عدم إدراك البعض لهذا المنزل عندما لا تسعفهم الأعداد المطروحة للسكن في كل مرحلة.. أختنا «محاسن الحسين بنيامين» تسعى جاهدة في مساعدة الصحفيين لإدراك الحق في السكن منذ نشأة هذا المشروع، باعتبارها المحتكة بمعظمهم المقدمين عند إجراءات التقديم والتحقق من الشروط بحكم عملها في الأمانة المعنية بالأمر بالاتحاد منذ الدفعة الأولى حتى الآن، والمشروع يدخل المرحلة الرابعة في مناطق الصفوة والحارة 51 والحارة 60 غرب أم درمان بتنسيق مع الإسكان والتعمير لتوفير ستمائة منزل بمقدم يتبارى الآن الصحفيون لدفعه في تدافع ورغبة، مما يتطلب الاستمرار في هذا المشروع بدُفع أخرى لتكون الخدمة مستمرة تستوعب الجميع.
لا أكذب إن قلت إنني كنت سعيدة جداً عند استلامي لمنزل (الوادي الأخضر) رغم بعده وتعب الوصول إليه.. إلا أن الإحساس بأنك تملك الى مساحة «قبرك» مساحة أخرى يحق لك فيها السرح والمرح والاستقرار تزيدك انتماءً للمكان والزمان..
تعال نسكن سوا!
من فرط جيئ لك .. أراك المودة والرحمة .. وذاك السكن.. فمتى يتآلف الكون على جغرافيا المحبة والمكان وكيمياء الروح والجسد.. ليس بالضرورة أن نلتقى في شوامخ المكان وبهي غرفها.. فربما كانت العشة المبنية قشة حلماً ورغبة، لا تقل إني واهمة وتقول حرارة الطقس صيفاً تدعو للسكنى في رحاب التبريد والتكييف، وهطول المطريسوقنا للحماية من خلف المباني الثابتة، وبرودة الشتاء تحتاج ذلك السور والسياج المتين.. وما بين كل ذلك التقط بعض من أنفاس الراحة والاستقرار ولو في بعض تجاوز بخيال جامح لواقع يوفر خطاً من خطوط الاكتفاء النفسي بالسكنى معاً.. لا تقل إلا «تعال تسكن سوا».
آخرالكلام :
لم تكن (صديقتي) المحظوظة حصيفة وهي تملك المسكن الفاخر والفارهة، والموقع الاجتماعي المرموق، وتفكر جادة في الهجرة لظروف ليست بذات الأمان النفسي لمجرد أنها فشلت في الارتباط بواهم لم يقدر حبها واحترامها الخاص….
مع محبتي للجميع