الزول السوداني” يظلم نفسه
لدينا ـ نحن السودانيين ـ مشكلة في عدم الحرص على تقديم أنفسنا والتمسك بحقوقنا التاريخية وسبقنا للآخرين في المحيط العربي في الكثير من المجالات.. لا نحرص على ذلك بل لا نحرص حتى على تقديم السودان بأبهى صورة ممكنة.. عفويتنا المفرطة ربما أو ثقتنا الزائدة في أنفسنا هي التي تجعلنا لا نهتم بتلك الأمور.
حين اندلعت ثورات الربيع العربي كانت دول الربيع العربي وخاصة مصر تقوم بأول ثورة شعبية في تاريخها.. وكذلك.. تونس.. ليبيا.. اليمن أو غيرها ممن نجت بعد ثورتها من تلك الدول واستقرت نسبياً أو من تحولت ثورتها غير الناضجة إلى طوفان وسيل مغرق لشعبها في بئر الفتنة والاقتتال.
معظم التقارير العربية التي تكتب في هذه المرحلة وتؤرخ لثورات الشعوب العربية تجاهلت ثورة أكتوبر وثورة أبريل في السودان..
وكثير من التقارير التي تحدثت عن تجارب تسليم السلطة للشعب تتناسى ما قام به المشير سوار الدهب من عملية تسليم السلطة للحكومة المنتخبة في التوقيت المحدد بكل سلاسة وهدوء.
وحين يتحدث (عرب الربيع) والمحللون والمثقفون العرب عن الثورات العربية وتاريخها وتصنيف وتحليل التجارب البرلمانية والحياة السياسية في المنطقة العربية يتجاهلون حقيقة تاريخية تقول إن تجربة الانتقال الديموقراطي في السودان تعد من أقدم التجارب العربية وهو الشعب الذي مارس الحياة البرلمانية في الخمسينيات وحين عرف السودان الثورات والوعي الثوري وقام بواحدة من أكبر الثورات الجماهيرية عام 1964 لم تكن الشعوب العربية تعرف شيئاً عن الثورات والحقوق المدنية والديموقراطية.
غض النظر عن تقييم تجارب الممارسة الديموقراطية في السودان وفشل تلك التجارب في الاستمرار والقدرة على تحقيق الاستقرار لكن ذلك لا يخصم من كسب الشعب السوداني وسبقه ووعيه الديموقراطي.
في الثقافة والأدب ورقي المجتمع ومظاهر الحضارة يحدثنا تاريخ السودان عن ريادة وسبق للآخرين لكننا لم نحسن إدارة وعرض صورتنا بواجهاتها الأفضل.
ولا يقل قائل: إن حروبنا وصراعاتنا الداخلية هي التي عطلتنا وشوهت صورتنا الخارجية بأننا دولة فاشلة وغير مستقرة.. فأمامنا نموذج مثل لبنان البلد الذي يحتضن الآن معظم الحراك الثقافي العربي ويقدم أجمل وأزهى وجوهه على الرغم من أن الحرب الأهلية اللبنانية كانت هي أكثر الحروب الدموية والصراعات المعقدة التي استمرت لأكثر من 15 عاما منذ عام 1975 وحتى 1990.
سوريا التي احترقت الآن ولم يترك الحريق فيها متراً سالماً لا تزال هذه الدولة المنهارة يحتفظ اسمها بمقعده الثقافي البارز عبر أعمال درامية ومسلسلات جديدة بل يكاد إنتاجها يتفوق على غيره في الفضائيات العربية.. كل المسلسلات التركية المدبلجة سورية.. بجانب إنتاج مسلسلات سورية جديدة.
حساسيتنا العالية تجعلنا مستسلمين (من زمان) للصعقة الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تصيبنا فتشل تفكيرنا وحركتنا.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
يتبَعُ الميِّتَ ثلاثةٌ ، فيرجعُ اثنان ويبقَى معه واحدٌ : يتبعُه أهلُه ومالُه وعملُه ، فيرجِعُ أهلُه ومالُه ويبقَى عملُه