نور الدين مدني

رسالة هدى التربوية


*إستوقفتني رسالة الأم هدى بابكر عباس النعمة الصوتية التي إستمعت لها في الواتساب، لأنها كانت تتحدث بلسان الأم الرؤوفة الرحيمة الحريصة على مستقبل الأبناء والبنات، وهي تنبه إلى خروج ١١ شاب وشابة وصلوا إلى تركيا في طريقهم إلى سوريا.
*الرسالة كانت موجهة للاباء والامهات كي يحافظوا على فلذات أكبادهم خاصة الذين لديهم جوازات سفر أجنبية تمكنهم من الخروج بسهولة حيث يشاءون، ونبهتهم إلى ضرورة الانتباه لعلاقاتهم وتحركاتهم وتوعيتهم بالتي هي أحسن، وعدم تركهم/ن فريسة لعمليات غسيل الذهن واستغلالهم/ن كأدوات حرب وعنف.
*الرسالة مشحونة بعاطفة الأم الخائفة على مصير فلذات أكبادها، طلبت من كل من يستمع لها أن يتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظهم/ن وأن يعيدهم /ن إلى أهلهم.
*إننا ندرك أن هؤلاء الشباب وغيرهم ممن سبق وخرج بهذه الطريقة أو غيرها من الطرق إنما خرجوا بكامل إرادتهم واقتناعهم، وأن هذه الظاهرة ليست جديدة، وأنها إحدى ثمار الشحن العاطفي الذي كان على أشده في سنوات الانقاذ الأولى، وقد استشهد منهم من استشهد في حرب الجنوب، وبعضهم إختفى بعد ذلك ولم يعرف أهلهم طريقهم أو خبرهم.
*ساهمت المفاصلة الشهيرة في حزب المؤتمر الوطني وخروج حزب المؤتمر الشعبي وما صحبها من تداعيات واتهامات متبادلة في خروج مجموعة أخرى، بل واتخاذ مواقف عدائية ضد الجانبين، وجاءت إتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ م لتكمل الناقصة وتخرج مجموعة أخري من الشباب من تحت مظلة الحزبين لتصبح فريسة سهلة لجماعات التطرف والغلو التي بدأت تطفح منذ فترة على سطح المجتمع السوداني.
*نحن لانتحدث عن جماعة بعينها، لأننا أصلاً ضد التصنيفات الغريبة التي وردت إلينا من خارج السودان – نسال الله عو وجل أن يحفظ السودان وأهله الطبيبن من كل الشرور والفتن – لكننا قصدنا فقط مساندة مناشدة الام هدى النعمة وغيرها من الذين أقلقهم /ن هذا ” الخروج”، وغيره من الحالات الفردية السابقة كي ينتبهوا لفلذات أكبادهم – ليس بالتضييق عليهم/ن ـ إنما بالعكس باحتضانهم/ن أكثر ومحاولة إستردادهم/ن وإعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي لهم/ن.
*نحن ندرك أن هذه المهمة التربوية ليست سهلة خاصة تجاه عاشوا في بيئات مختلفة أو مازالوا يعيشون بها، لكننا قصدنا شد الإنتباه أكثر تجاه فلذات أكبادنا جميعاً، وإعطائهم/ن المزيد من العناية والرعاية، وعدم تكرهم/ن فريسة لجماعات الغلو والتطرف والعنف.