خط ستة
الهلال.. المريخ
المريخ.. الهلال
كتبتها مرتين.. مرة مقدما الهلال وأخرى مقدما المريخ.. لأنو قبل كدا كتبتها في موضع ما.. خاطبني أحد المتعصبين لأحد الفريقين.. زعلان قال مفروض أن أقدم فريقه على الآخر في الكتابة.. فعلمت أنني ومن معي من كتاب في مأزق حقيقي.. وأن أتون التعصب يستعر أواره.. وأي كلمة لو خرجت سهوا.. أو وضعت على غفلة في موضع غير موضع يرضي القارئ المتحيز.. تحسب عليك.. وتشتعل نار الغضب.. ويأتي أهل المدورة.. يشحذون الهمم ويسنون الأقلام والألسنة.. بالضبط كما في السياسة.. ورود أي كلمة ساهية تضعك تحت قائمة التصنيف وربما في صفوف الأعداء.. ويتعامل اصحاب المواقف الجامدة معك كانك عدو لدود فيعدون لك العدة ويعقدون الاجتماعات ويجيشون الأنصار ويضعون الخطط لملاقاتك فيصيبك من الظلم ما يصيبك فيرفعون رايات النصر الزائف عالية خفاقة .. في بلادي يطلقون علي الجالسين في مقاعد الحياد.. “بعدم الموقف” وأحيانا كثيرة بعدم الموضوع.. وبعض المثقفاتية يصفهم “بأصحاب اللون الرمادي”.. الحياد في حد ذاته موقف وهو أعقل المواقف.. ومن يكون في الحياد يستطيع أن يرى وأن يقرأ الأمور بعين واعية.. لا تكدر رؤيتها سحائب التعصب.. ولا تعمل على تلوين موقفها فرشاة الانحياز.. فيخرج الكلم مصيبا أن لم يكن في كامل الإصابة.. ولكنه هو الأقرب إلى الحق.. بدون غرض أو هدف إلا خدمة الموضوع!! لست من المغرمين بالكورة لحد العشق.. ولا هي من أولوياتي في تفاعلي مع الحياة.. أرى فيها تسلية من مكابدة و رهق المعايش.. استراحة اخد فيها انجمامة تقليلا لضغوط الحياة لا أن تكون إضافة للضغوط.. فتتحول إلى هم يزيد من هموم قد أدمنتنا واتخذت من أنفسنا مسكنا.. وضنك قد ذهب باللحم وأوهن منا العظم.. كل فترة أقرأ أو أسمع أو أكون شاهد نقاش حاد.. يدور حول فرقة من فرق القمة (الهلال – المريخ) أو (المريخ الهلال).. وقد بذل المتناقشون أو المتناقرون مجهودا عظيما لا يبذله لعيبة الفريق في مباراة مصيرية.. وقد علمت من بعضهم أنه يوم أن يكون لقاء بين الفريقين.. يعلن حالة الطوارئ في داخله.. ثم في البيت على أفراد الأسرة.. أحدهم ذكر لي أنه في يوم إحدى المباريات كان قد أخذ ابنته الصغيرة إلى الطبيب في نهاية الشوط الأول.. ورجع يتابع المباراة في تلفاز من مكان قريب من عيادة الطبيب.. ولما انتهت المباراة اتوكل ورجع البيت ونسى البنية عند الدكتور.. وكان فريقه مهزوم.. وسالته أمها “سجمي بنتي وينا؟”.. وما زال هو في غيبوبة المباراة رد عليها “انتي في بنيتك.. واللا في الحيوان الضيع ضربة الجزاء دا؟.. ديل بيجيبوهم من وين ديل؟”.. حتى استدرك انه قد نسي فلذة كبده .. طلع يجيبا.. قابلو واحد قعدو يتناقشو.. بدل ما يركب يمشي العيادة يجيب البنية.. تأبط شرا و ركب مشى الاستاد!!
.. وأحزنني جدا ما صرح به رئيس نادي الهلال.. مهددا بالانسحاب من الدوري.. معاقبةً للاتحاد.. وهو لا يدري أنه يعاقب كل عشاق كرة القدم السودانية!! ويحرمهم ان نفذ وعيده.. من الاستمتاع بالدوري!!