البحث عن حبيب . . .بعيد ! (1)
لا أدري لِما لا يعرف الحب نهايات سعيدة ، ولماذا ” دراما الحب ” ملازمة لكل حالة عشقية ، وكأن شفيع العشاق ” فالنتاين ” عقد قرانه على ” القديسة ريتا ” التي اكتشفتُ مصادفة من صديقة تحمل الاسم نفسه ،أنها شفيعة المعذبين . وهل من شقاء أكبر من عذاب المحبين ؟
أمّا في يخصّ العذاب ، فلقد سطرنا لنا مجداً يَدهش له العشق ، ففي الحب كما في الحرب لنا الشعار نفسه :
” ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا ”
كفانا فخراً ، أن يكون من أجدادنا بني عذرة ، الذين لولعهم بالحب المستحيل ، ولترفعهم عن شهوة الجسد ، كانوا إذا أحبوا عفّوا ،وإذا عفوا جنوا، وإذا جنوا ماتوا شهداء . فهم لا يجدون نعيمهم المطلق إلا في عذاب الحب ، لذا ما من حب لديهم إلا ويفضي إلى الجنون أو الموت.
لعل سلالة ” الحب العذري ” انتهت عند فريد الأطرش الذي غنى :
” عش أنت إني متُ بعدك ” و ” الحب من غير أمل أسمى معاني الحياة “.
نحن باختصار نحب عذاب الحب ، ونجملّ شقاءنا العشقي بمازوشية عاطفية ننفرد بها بين البشرية ، فغيرنا يحب ليسعد و نحب لنشقى ونموت .
“فلم أر بدراً ضاحكاً قبل وجهها * ولم ترَ قبلي ميتاً يتكلّمُ ”
يقول المتنبي ، الذي واصلنا بعده تمجيد عذاب الحب ، فما من شاعر أو مطرب إلاّ وأكدَ لنا بأن ” أمرّ عذاب وأحلى عذاب عذاب الحب للأحباب “.
وهكذا وقعنا كما عبد الحليم في عشق الحبيب الطاغية ” الجباّر ” و احتفينا مع كمال الشناوي بما خلّفه الحب من خراب ودمار
” حطمتني مثلما حطمتها * فهي مني وأنا منها شظايا ” . ( يتبع )