د/ عادل الصادق المكي

وجع القلب


يقول أهل الرأي.. إن من أهم أسباب الطلاق هو الغيرة.. والغيرة المقصودة ليست غيرة الرجل على زوجته من بقية الذكور ولا غيرة المرأة على زوجها من بقية الإناث.. ولكن الغيرة المقصودة هي شكل من أشكال الغيرة، الغيرة من نجاح الزوجة نجاحها في الحياة “نحن مجتمع ذكوري إن طرنا السما ومهما كضبنا وقعدنا نتفلسف وننضم كتير” وأي أنثى عشان تزوج أو عشان حياتها الزوجية تستمر لابد لها من أن تتنازل للذكر بناءً على قوانين اجتماعية وضعها الذكر.. وخصوصا في المجالات التي يرى الرجل أنها من حق الذكر.. النجاح الأكاديمي النجاح في العمل.. الطموح الزائد.. زوج زوجته أنجح منه.. أها هنا النار تولع فيهو.. حتى إن حاول يكضب ويعمل نفسو مبسوط.. ويحاول أن يجاريها ولكن على استيحاء اجتماعي.. لكن مرة مرة تحصل مشكلة تظهر فيها الغيرة بلمحة أو ومضة أو كلمة عابرة.. بعضهم قد يخضع خضوعا تاما وهو نوع من الرفض والمقاومة السلبية.. لا يجدع لا يجيب حجار.. مش انتي عاملة فيها فالحة اها اتفولحي.. يكون تابع لها.. قبل جاي يقبل قبل غادي قبل.. قوم سوي لينا شاي أنا وصاحباتي قوم يسويهو وأحيانا بدون ما تقول ليهو.. يسويهو ويجيبو ليهن.. ويدنقر ويرفع راسو لي واحدة واحدة ويسالها السؤال الشاشايي التقليدي ” سكرك كيف؟”.. يحمم الشفع.. وممكن يلحق الحلة قبال تحرق.. ما من باب المساعدة في الأعمال المنزلية.. ولكنها قناعة نفسية تامة بتبادل الادوار.. والتي فرضها التفوق الملحوظ للزوجة؟.. ولو سالتو يقول ليك “يا زول أنا عندي مرا بي عشرين راجل”.. !!! إن جا حرامي وهم نامين يصحيها “هوي سامع لي حس حرامي أسوي شنو؟”.. تقول ليهو أمرق عليهو.. أها قلت كدي أها كب كدي اليرجاني ود الكلب.. بعد شوية هي تحسبها تقول ليهو لا لا ما تمرق بيضربك يعوقك يرقد.. ويقول لها “قلتي كدي؟. أها هااااااااادي رقدة”!!

التغير التدريجي في المفاهيم والعلاقة بين الرجل والمرأة مطلوب.. لكن براااااحة.. بي حرص وحذر شديد.. لحدي ما يتساوى الطرفان.. وأن نلغي مفهوم السيطرة بكل اوجهه.. ويحل محله مفهوم التفاهم والتشوار والأخذ بالرأي الآخر في الاعتبار.. مع وضع الاعتبار للفرق النفسي لكل من الذكر والأنثى.. لكل خريطة نفسيه مختلفة تحتاج إلى تمعّن ودراسة.. من الطرفين.. على الزوجه أن تحاول أن تتفهم نفسية وطبيعة الزوج كرجل والزوج أن يتفهم طبيعة الزوجة كأنثى.. برضو أن يحترم كل طرف طريقة التفكير للطرف التاني لانها بتختلف، وكل واحد بينظر للامور من زاوية مختلفة عن نظرة الآخر.. الذين يحلمون ويتمنون عروس عندها عربية وبيت وشغالة “الغاء لميزات الزوجة كأنثى وبني آدم والتعامل معاها كمشروع اقتصادي.. أقل هزة اقتصادية ليهو.. ح يشتت”.. ديل بيجهزو نفسهم لإحدى الحالتين.. بعد أيام العرس الأولى وسكرة الفرحة.. يا كل يوم شكلة.. يا الخضوع والخوف من فقدان الطرف الآخر.. وفقدان الميزات التي من أجلها تمّ الزواج!!