الهندي عز الدين

(مجتمع) مناطق الحرب.. الدور المفقود !

{ ظلت الحرب مستمرة في ولايات دارفور منذ العام 2003 وعلى مدى الـ(12) عاماً الماضية، ورغم ذلك لم تحقق الحركات المسلحة بمختلف مسمياتها ومنطلقاتها هدفاً ذا قيمة وبال في تغيير معادلة الحكم أو السلطة والثروة أو احتلال حواضر الإقليم دعك من إسقاطه كله أو جله تحت سيطرتهم، كما فعلت المعارضة “السورية” المسلحة في بلاد الشام.
{ ذات الشيء ينطبق على الحركة الشعبية (قطاع الشمال) التي اقتحمت قواتها مدينة “هبيلا” بجنوب كردفان قبل أيام، ثم غادرتها مخلفة عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.. الشيوخ والنساء والأطفال، رحم الله المتوفين منهم رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
{ الخاسر الأكبر من عمليات الحركات المسلحة سواء في دارفور أو جنوب كردفان هو إنسان المنطقة ، وليس الحكومة في الخرطوم !!
{ ومن قبلُ دخلت قوات حركة (العدل والمساواة) في مايو من العام 2008 العاصمة الوطنية مدينة “أم درمان”، وتم ضرب القوة المهاجمة في نهاية الأمر، فأبيد معظمها وانسحبت البقية، ولم تسقط “أم درمان” الحرة.. العزيزة.
{ وإذا كان غزو قلب العاصمة النابض لم يهز أركان الحكم القائم بالبلاد، فمن باب أولى أن يفهم المتمردون أن دخول “هبيلا” بجنوب كردفان أو احتلال “كتم” بشمال دارفور لن يحدث أثراً في الخرطوم، لكنه يلحق ضرراً بالغاً بالمواطنين في تلك البقاع المظلومة.
{ وإزاء هذا المشهد الدامي والمأساوي المتكرر، فإن المطلوب من (مجتمع) مناطق الاستهداف أن ينهض بدور مهم في إيقاف الحرب، واهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع هو تعرية (التمرد) وكشف ظهره، والتضامن مع القوات المسلحة السودانية ومساندتها في تأمين أنفسهم، أرضهم وعرضهم ومالهم.
{ إذا ظل أهلنا هناك متفرجين أو محايدين بين الطرفين المحاربين.. طرف الدولة وطرف التمرد، فلا شك أن الأزمة ستستمر ومعاناتهم ستزداد، ولن تحقق الحركات مكاسب أكثر مما حققت.