فدوى موسى

الشوق مطر


.. الخريف تتمنع أمطاره.. والأجواء تطبق على الأنفاس.. أتلفت يمنة ويسرة فلا أجدك.. أين أنت الآن مني؟ في ذلك الوادي الهادئ أم في الفجاج الغائر.. رجوتك أن تضع حمولات الروح عند أبواب الواقع المرير الذي أبى أن يستوعب ما يجيش بالخواطر.. رجوتك أن تضع محبتي في قارعة الطريق العام.. فهي مولود يفتقد للمسنود التربوي ومصوغ النمو.. دعها لمن يستطيع حملها إلى بر الأمل.. كل الهواجس أن أظل في حالة الاستجداء الحزين وحصيلي منك اشارات ضوئية ما بين الاحمر والاخضر.. قف.. هناك من يسمح لي بالمرور والعبور للشاطيء الآمن لكل سلامات الإحساس العاشق.. وداعاً أيها الرجل الغالي النادر.. فالجفاف يحاصر المواقع والسماء إن حاولت الاستمطار خذلتها الذرات ما بين الاحتراق والمساعدة على الاشتعال.. لكنها تلتقي يوماً ما.. ذرتي الهيدروجين والأوكسجين لتقول إن الاندفاق قادم.. وعندما يجدون وفادتي عند القارعة فيعرفون أنني صرت بلا سند.. «فيا روحي.. مشتاقين.. والشوق مطر» فقد بدأت السماء تمطر وأثواب الروح تبتل.

٭ سيادتك.. حاضرأنا امرأة «نعم» لا أعرف أن أقول «لا» كثيراً.. «نعم» أقولها مرات عدة.. يوماً في «استسلام بايخ» لا يرقى لنفس التعالي ويوماً في «خنوع زائد».. فسيادتك علي أنت تستحقها وتحوزها لأنك نبيل وكريم.. أما «لا» أقولها عندما تستبين خيوط الأسود من تداخل الأبيض.. عندها تعرفني امرأة أخرى امرأة «لا» يا سيادتك فلا وألف لا عندها أنا ثائرة.. متقدمة.. لذا اتركني أتحرر من رفع تمام المحبة.. دعني أفكك عني أغلال هذا الحب المتعب المرهق للعصب والذهن..

٭ تقدم خطوة:وأنت تمارس التقارب خطوة.. فاجري نحوك خطوتين.. ثلاث.. يدفعني إليك حنين جارف وقلب واجف.. انتظر هرولتك حتى اتطوف في المحراب تعداداً جيئة وذهاباً.. وارتوي من بئر العشم العذب.. إنك المفجر.. الذي يرد الماء عذباً فارتوي في سعي إليك بلا كلل ولا ملل.. يحزنني أنك ترددت كثيراً ما بين خطو الأمام والخلف.. فتجعلني حيرى صيداً سهلاً للظنون ونهشاً للخاطر.. أأطلق العنان للإقدام أم أجمعها على على إحجام وأمارس الهرولة «الجكة دي»..

٭ حقودة:أن تقف في صف واحد مع امرأة «حقودة» هو أن تعد عدتك لحرب صامتة.. باردة كثيرة الوخز والطعن ودائمة الضرب تحت الحزام.. استعد إن كان خلافك معها حول «مغنم» أو مغرم.. لن تتركك تنعم بالصفو فهي تعرف من أين تثير الكدر.. إنها الثورة الطائحة إنها من يعرف حقيقة «اكسح وامسح» لأنها عندما تنتشر تنداح طائحة في كل من يعترض طريقها لتجعله «مدكوكاً».. مدحوراً.. كيف لا فحقد الاثنين عندما يخالط قوتها يتفجر بموازين تثقل الكفة وتهز عروش الجبابرة الطغاة دعك من أخرى لا قبل لها بها.

٭ آخر الكلام:عندما نشتاق تمتلك طاقة اللقيا ودموع الفرحة.. وعندما نقول نعم تكبر جوانا «لا» وعندما نتقدم خطوة قد نرجع خطوتين ولكن الحقد الذي يتغلغل في نفوس البعض يهزم إنسانيتنا.

مع محبتي للجميع..