السكة الحديد.. أنجزوها وحدها واتركوا الباقي
لو قمنا بجرد التزامات الحكومة في خطاباتها الجماهيرية خلال السنوات الماضية فقد نجد أن الطموحات ظلت دائماً أكبر من الإمكانيات.. وسنجد أن الحكومة ظلت تعيش أو تجعلنا نعيش داخل بالونات أحلامها وطموحاتها وليس داخل أجواء واقعها وواقعنا.. ظللنا نعيش في الحلم وليس في الواقع.
ويرتفع سقف طموحاتنا بحسب التزامات ووعود الحكومة وحين تفشل لاحقاً في تحقيق تلك الوعود لا نتقبل النتيجة ثم نصفها بالفشل.
التزموا على قدر إمكانياتكم وحققوا ذلك الالتزام ثم عودوا إلى الجماهير وقولوا حققنا ما التزمنا به قبل أن تطلقوا وعوداً أخرى محسوبة الكلمات والمعاني وإمكانيات التحقيق.
قبل الانتخابات السابقة سمع المواطن وعوداً كثيرة جداً وقد كان الوعد مفصلاً على مقاس الطلب في كل ولاية ثم جاءت مرحلة الممارسة والاختبار لتنجح الحكومة في تحقيق بعض تلك الوعود وتفشل في تحقيق وعود أخرى كانت أعلى وأكبر من إمكانياتها.
الآن برنامج الرئيس البشير الانتخابي والذي تعبر عنه خطاباته في الولايات المختلفة هو برنامج طموح ومتكامل لكنه يحتاج بعد نهاية تلك الجولات وقبل بداية الإنتخابات إلى إعلان جدول زمني ومراحل موضوعية ومقنعة لتنفيذه بحسب الإمكانيات المتاحة لتكون خطة مشروعات العام الأول في الدورة الجديدة محددة بدقة لا تقبل التعديل والتغيير كما أنها يجب أن لا تقبل الفشل أيضاً..
خطة بصيغة الالتزام الواضح من الحكومة بتنفيذ المشروعات المحددة في قائمة معلنة وبتوقيتات مزبوطة.. هل هذا مستحيل؟ لا طبعاً بل هو النهج الذي تعمل به كل الدول التي أرادت أن تنهض ونجحت في تحقيق هدفها.
مشروع واحد مثل مشروع السكة الحديد والذي أعلن عنه البشير أول أمس بالتزام واضح منه بإحياء السكة الحديد التي شهدت أسوأ عملية انهيار متتابع في تاريخها خلال السنوات الماضية، هذا المشروع وحده لو ركزت الحكومة جهدها فيه ووفرت له الميزانية المطلوبة وأنجزته بالمعايير الصحيحة فإن نتائجه ستكون مدهشة وكبيرة على الوضع الإقتصادي في البلاد.
مشروع حيوي واحد بحجم السكة الحديد لو تم التركيز فيه والتخطيط لإنجازه وحده في فترة زمنية محددة ثم انتقلت بعده جهود الدولة إلى مرحلة أخرى أو مشروع آخر لكان ذلك أجدى وأنفع من وضع عشرات اللافتات لمشروعات كبيرة في وقت واحد، تعجز الحكومة عن إنجازها جميعاً وتظل اللافتات موضوعة واللجان منعقدة والفشل يحلق في سمائها..
لافتة للمطار الجديد وأخرى لتأهيل مشروع الجزيرة وثالثة لطريق الإنقاذ الغربي ورابعة أكملت عشرين حولاً خاصة بالمدينة الرياضية.. ولافتات نهضة زراعية.. وصناعية.. وطرق في الشمال والغرب.. كل تلك المشروعات ملفاتها مفتوحة منذ سنوات لكن وبحسب الإمكانيات المحدودة والميزانيات المشتتة فيما بين تلك المشروعات لم ير أحدها النور..
لا نريد لمشروع تأهيل وبناء وإحياء السكة الحديد أن يتحول إلى ملف جديد من ملفات الانتظار.. جربوا استراتيجية المراحل والتركيز وعدم التشتت والواقعية وسترون أن النتائج ستكون مذهلة حقاً..
الدراسات تقول إن كلفة النقل بالوسائل الأخرى تستهلك حوالي 25% من طاقة أي بلد وأكثر من 40% من استهلاك البترول بينما تستهلك السكة حديد 1% فقط.
والسكة الحديد ليست مشروعاً يهم ولاية دون الأخريات في بلد كان يمتلك أطول الشبكات الحديدية بأفريقيا..
حققوا إنجازاً بحجم إحياء السكك الحديد في السودان بشرط أن تكون ملكاً للدولة بالكامل مثلها مثل كل سكك الحديد في الدول المحترمة.. أنجزوها وحدها فهي تكفي لإسقاط خمسين بالمائة من انتقادات المعارضة.. أنجزوها وستظهر نتائجها في كل تفاصيل حياة المواطنين من أسعار سلع استهلاكية وفرص عمل وبنية تحتية متينة وجذب للاستثمار.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
لن يسمح للسكة حديد ان تنهض فهذا خط احمر و ستظل بين الحياة و الموت تماما” كسودان لاين و سودانير .
لو رجعت الى الاخبار القريبة ستجد ان هناك قرضين من الاتحاد الاوربي و جهة اخرى لا أذكرها لتأهيل العربات الساحبة ( الديزل) في لغة السكة حديد بأكثر من قيمة استيرادها جديدة من اوربا , انتظر قليلا” لترى ان تلك الاموال ستصرف و لن يتم تأهيل عربة واحدة !!.
(( الدراسات تقول إن كلفة النقل بالوسائل الأخرى تستهلك حوالي 25% من طاقة أي بلد وأكثر من 40% من استهلاك البترول بينما تستهلك السكة حديد 1% فقط.))…….. ولماذ إنهار عملاق سكة حديد السودان؟