لمكافحة تيارات التطرف والغلو وكراهية الاخر
*مع تنامي تيارات التطرف والغلو وازدياد العمليات الإجرامية التي ترتكب باسم الإسلام، مثل الذي حدث قبل أيام بجامعة قارسيا في كينيا، تزداد الحاجة إلى المساعي المبذولة للتصدي لهذه التيارات الدخيلة على الإسلام المسيئة إليه ولسماحته واعتداله ووسطيته وتعايشه الإيجابي مع الاخر.
*لذلك فإننا نبارك كل خطوة إيجابية تهدف لتنقية الأجواء السياسية والفكرية لتعزير قيم وممارسات الحوار والتواصل والتكامل والتشارك والتوافق والتعاون بين الجميع في العالم المحيط بنا، لمحاصرة ومكافحة تيارات التطرف والغلو وكراهية الاخر ومحاولة إقصائه بالقوة والعنف.
*من هذه المساعي الطيبة المؤتمر القومي الإسلامي الذي عقدت دورته التاسعة في لبنان في الفترة من ٢٨-٢٩ مارس الماضي من هذا العام، بحضور شخصيات وقيادات بارزة من التيارين الإسلامي والقومي، وشارك فيه من السودان الشيخ عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الانصار، وخرج بعدد من التوصيات الهادفة لتصحيح المسار واقتراح الحلول لتجاوز الاوضاع الكارثية التي مازالت تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم من حولنا.
*عقد هذا المؤتمر في ظروف بالغة الحساسية عقب التداعيات الكارثية التي بدأت تتفاقم في منطقتنا بسبب تنامي جماعات التطرف والغلو والجرائم البشعة التي ترتكبها وسط المدنيين والأبرياء، في محاولة للإتفاق على قواسم مشتركة تخرج بنا جميعاً من الدائرة الجهنية التي تسعى هذه الجماعات لجرنا إليها.
*نعلم انه من الصعب الإتفاق على مشروع نهضوي نتراضى عليه وسط الخلافات القائمة وتداعياتها المؤسفة التي تفتح الباب امام الفتن العرقية والطائفية، لكن لابد من دفع هذه المساعي دون إغفال لواقع التعدد والإختلاف الذي لابد من الإعتراف به بلا عصبية او إنكفاء على الذات.
*لذلك فإننا ندعم مثل هذه المؤتمرات التفاكرية لمد جسور الثقة بين بلداننا والمحيط الحضاري الأفريقي والتركي والإيراني، كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر، لتأكيد مبادئ وممارسات الحوار والتوافق بدلاً من زيادة مساحات الفرقة والنزاعات المكلفة بلا طائل.
*مثل هذه المؤتمرات نحتاج إليها ، ليس فقط في المحيط الإقليمي والدولي وإنما داخل أقطارنا التي تهددها الفتن والنزاعات المسلحة التي تفتح الأبوب امام تيارات التطرف والغلو والكراهية، وتغلق نوافذ الحوار والتسامح والإتفاق القومي والسلام الإجتماعي والتعايش الإيجابي الأهم لتحقيق السلام والإستقرار والحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية في أقطارنا.
noradin@msn.com