حملة “برطم”.. و اعتذار “طه سليمان”
1
الحراك الدعائي الكبير الذي أحدثه المرشح (المستقل) بدائرة “دنقلا” السيد “أبو القاسم برطم” منافس مرشح (المؤتمر الوطني) القيادي المعروف “بلال عثمان بلال”، نفخ الروح في العملية الانتخابية بالشمالية، ومنحها حيوية مفقودة في كثير من الدوائر على امتداد السودان.
فالانتخابات تقوم أصلاً على المنافسة والمدافعة، وبها يحتشد الناس أمام صناديق الاقتراع، وفي غياب المنافسة تصبح انتخابات ميتة، لا يكاد يشعر بها الناس.
وقريباً مما فعل الملياردير “برطم” الذي جاء بماله من خارج السودان لخدمة أهله في دنقلا، يواجه المرشح المستقل “مبارك عباس” في دائرة “أبو حمد” حيث أهلنا (الرباطاب) و(المناصير) وآخرون، مرشح المؤتمر الوطني الملياردير “محمد أحمد البرجوب”، وإذا كان المال مفيداً في حملة “دنقلا” التي تفوق زخماً حملة السيد “الحسن الميرغني” والحزب الاتحادي (الأصل) في كل الدوائر مجتمعة، فإن المال لن يكون في الغالب مرجحاً لكفة أحد الطرفين في “أبو حمد” !!
نحتاج أن نبارك للزميل “الطاهر ساتي” مسؤول الحملة الإعلامية للمرشح “برطم” نجاح حملتهم الكبير.. والباقي على الله.. وعلى (الصناديق).
بصراحة.. ما رأيته في الفيديوهات والصور من حشود خرجت تؤازر “برطم” يجعلني – كخبير سابق في حملات الانتخابات خبرته تفوق خبرة الأخ “الطاهر”، مع فارق إمكانيات العبد لله وإمكانيات “برطم” – أقول يجعلني أشعر بخطورة موقف الأخ “بلال”. ذات الإحساس يساورني تجاه الأخ “البرجوب” الذي لم يحرك مالاً يرى بالعين في الإعلانات والتلفزيونات والحشود !!
أنا شخصياً أشجع (اللعبة الحلوة).. لكنني غير محايد في دائرة “عطبرة”، (و ما داسيها) وأدعو جميع جماهير (المجهر) في مدينة (الحديد والنار) إلى التصويت للسيدة الحديدية “إشراقة سيد محمود” بنت العمال والموظفين.. مرشحة الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدكتور “جلال الدقير”.. لا أدري ماذا فعلت “إشراقة ” هناك ولم نتهاتف منذ شهرين، فقد علمت أنها غارقة في الحملة، تقاتل بيديها وأسنانها للفوز على منافسيها (الرجال) !!
لدينا الكثير من الرجال ممن سيشغلون مقاعد البرلمان (البستاهلوا والجايين (مستمعين).. ولكن ليس هناك كثير نساء يملأن العين جسارة وكفاءة وصبراً جميلاً على المؤامرات.
2
زارني أمس بالمكتب الفنان الشاب “طه سليمان” معتذراً للصحافة ولكل الصحفيين، عن ما أصابهم من رشاش بعض كلماته في حواره مع (المجهر).. ونحن نقبل اعتذاره.. ونحيي شجاعته على المبادرة بالزيارة وتصحيح ما التبس من تصريح، وهو سلوك راقٍ (أدب الاعتذار) يستحق منا مبادلته بتحية حارة، تشجيعاً لأنفسنا والآخرين في الوسط الفني وغيره من الأوساط بما فيها الوسط الصحفي والسياسي.
لا عداء لنا مع “طه سليمان”.. ولا أي فنان.. ولن يكون. نحن مختلفون معه في رؤى (فنية) وليست (شخصية)، وقد أوضحت له فكرتي ونصحته – كأخ أكبر – حول كيفية التعامل مع الإعلام مستقبلاً، وقد قبل الرأي بصدر رحب.
نشد على يده.. ونرجو له التقدم في مسيرته الفنية بالمزيد من المراجعات.