فدوى موسى

لون المنقة!


هذا الشعب له بعض نسوة يعشقن لون المنقة، ويفعلن لأجل الحصول على هذا اللون الكثير المثير الخطير.. «حواء بابور» شابة معروفة بخضرتها الداكنة خلقة الله، ونصيباً من هندسة وراثية أصيلة.. أباً عن جداً عن جد الجد.. المدهش الآن أنها كادت أن تصبح تماماً «خواجية» ليس وجهها فقط بل سائر جسدها.. «سعاد حكحكة» شابة يومها كله في مواطن الظل لتوفر للكريم الخلطات الجو المناسب للعمل والتأثير.. «صافية النور» فتاة من اقليم نضر بطبيعته ترفض لونها بشكل قاطع، وتجعله مختبراً لكل من لديه اختراع للتبييض أو حتى ولو لم تضمن نتائجه.. «صفية أحمد» وسطية مثقفة تتفادى الآن الشمس أينما وجدت وحلت.. «مكة يس» تجعل من سواتر نقابها درعاً واقياً للتفاعلات حيث صار مختبراً متحركاً.. «منتهى عبد الغفار» تعاني التبقع وتعدد الألوان في الوجه.. «سهى محي الدين» اختلطت عندها البشرة والأدمعة في تماهٍ غريب.. «قمر الأمين» تعاني التباين ما بين الوجه والكف حتى أن اضطرت لوضع كفها على وجهها يصفعها الجالس الى جوارها بإعتبار انها كف لشاب صعلوك.. «زهرة نصر الدين» تذبل الآن في ريعان النضرة بسبب تعدد لون وجهها صباحاً.. نهاراً.. ليلاً.. «سميرة مختار» كانت بلون بنفسجي تحتار من أين حصلت على هذا اللون الفارق تماماً مثل «ستنا حمدان» صاحبة اللون «البمبي.. بمبي».. «نعمة جاه الرسول» برتقالية الى ازرقاق.. «صفية عبده» مثقبة الوجه دوائر ومكعبات.. «ازدهار عثمان» وجهها لون الشطة الحبشية.. «نسيبة الجاك» تحيط بعينها طبقة أوزون مجازية.. «سلوى فخري» يتخطط وجهها طولياً وعرضياً.. «سمر لؤي» يكاد الدم يتقطر من وجهها المخروطي الإطار.. «صفاء عز الدين» تتشابك على وجهها شبكة الدم مع شبكة الأعصاب مع الوتر الغائب.. «داليا عبد العزيز» تتلون زوايا وجهها بأطياف القزح وتتعدد فصول ملامحها.. «ثناء الصافي» تجافي المقاطع الأنوثية اكتواريات سطح خدودها.. «منى عبد الواحد» تسافر كل جزئية من وجهها مع حركات الطرحة يمنة ويسرى.. «حنان خالد» تتبعثر حواسها الخمس في تموضعات غريبة على تضاريس وجهها.. «مها موسى» ترتسم على وجهها تفاصيل الحروب الآنية.. «العافية خشم الموس» تتسلخ طبقات لحم وجهها حتى يكاد يكون خالياً من مزعة اللحم.. «هاجر الصادق» انكرها زوجها الآن لأنه عندما تزوجها وسافر تركها بيضاء ليجدها نشاز اللون.

٭ آخر الكلام:

«عبدو» كريمات وخلطات (يُقفل) الآن في عمارته الخامسة.. تصطف النسوة امام دكانه بالساعات يعمل معهن «بمكنيزم» اخلط دا مع دا وخليها تجلط دا مع دا للمرة و «الفتاة».. وما زالت تلك المجموعات من النسوة يبحثن عن لون المنقة «الله كريم إن شاء الله تلقنه»..

مع محبتي للجميع.