على وين؟
استيقظ على صوت «منادي البوكس».. الطماطم.. العجوز.. الليمون.. علينا جاي «أبو الرخا.. الخمجان وصل جاب الطماطم والبصل» فقام مفزوعاً يقلب جيوب بنطلونه وجزلانه القديم.. ظفر ببعض الجنيهات هرول بها إلى صاحب البوكس «بالله كيلو طماطم.. ليمون بجنيه ونص كيلو خيار ونصف كيلو بامية و… و…» والخمجان يعبئ الكيس ويطالبه «بخمسين جنيهاً» لينط مخلوعاً «في شينو يا زول»… ويزيد منفعلاً «ما قلت أبو الرخا.. ما قلت أبو الرخا.. ما قلت جبت الطماطم والبصل…»… ليرد حاسماً الأمر «جيب يا زول الكيس دا وهوينا قوام…» ليدخل البيت منكسراً والمدام تقابله متجهمة الوجه مستهزئه «أها يا عشا البايتات جبت لينا شو…» فينكسف ويطرق للأرض ليقول لها «أعملي يا زوله سخينه للفطور أنقصي منها جزء لا« يقيهو» للغدا وجزء خليهو رشوشه للعشا بعد داك نشوف القدر مودينا على وين» لترد عليه وهي ساخره «القدر شنو المودينا… قول فقرك وضحالتك دي الموديانا على وين» ليظل هذ الحوار يتكرر يومياً كلما نادى «بوكس الخضار» ولبى المسكين الدعوة وانتظرته المدام «أم كشنه بالداخل».. ولسان الحال الآسف.. «تقول لي رفع الدعم و وزيادة الكهرباء…» وعندما يصل به الحوار مع المدام إلى حالة الملل المزمجرة يقرر صاحبنا مؤانسة الهوان واللف والدوران في الطرقات فلا تعرف حاله هل هو واعي أم أنه مجنون واعي؟؟ ولكنك تعرف تماماً الحقيقة عندما تقرأ الخبر التالي علي الصحيفة السيارة «خرج المواطن.. من منزل ذويه بالـ… يرتدي جلابية بيضاء وسفنجة صينية زرقاء غير ملتحي نحيل الجسم شارد الذهن عيونه عسليه سنونة صفراء يحادث الخيال ليس بالمختل عقلياً ولكنه أيضاً ليس بالعاقل.. على من يتعرف عليه الإتصال بالرقم.. أو الاتصال بأقرب نقطة شرطه حتى يتسنى لذويه الوصول إليه..»
وفي مشهد آخر يظهر المذكور أعلاه في( الصواني) والشوارع الرئيسية والجانبية وهو يقود دركسون الهواء ويحادث الآخرين عبر جوال الخيال «أيوه أحجز لينا طربيزه خمسه كراسي أنا والمدام والأولاد… سمك.. دجاج وسلطات وتحليات وكدا… تمام تمام…» ليفيق من خياله إلى خيال آخر عندما يتفادى صاحب السيارة الفارهة حادث مؤكد عندما يقارب أن يصدمه… وأسرته تعيش على أمل عودته.. فكلما يوم يأتيهم خبر من «فلان» قائلاً «والله شوفتو في شارع الـ…» لكنه إختفى مني.. وتأتي أيضاً «فلانه»..
آخرالكلام:-
أبحثوا عن خلفيات الذين تمتلئ بهم الشوارع من المختلين والفاقدين للتواؤم مع الواقع الصعب.. أو بالعدم أعملوا رايحين…
مع محبتي للجميع.